لقطات

1
يكثر الاهتمام بالكتب في الآونة الأخيرة، مرة على هيئة احتفاء بمعدّ كتاب، ومرة على هيئة حفل توقيع كتاب، وإن كان من حق الجميع أن تكون لديهم كتبهم الخاصة، لكن شرط أن تكون من جهدهم وليس تجميعاً وإعداداً، ولا يكاد المرء يلمس فيه أي ذرة تحرير، فالإعداد لا يكون عشوائياً للشعر تحت شعارات لا علاقة لها بقيم أدبية، كما يفترض أن الكتاب الذي يعدّ له حفل توقيع تنطبق عليه شروط جنس أدبي متعارف عليه، لا أن يكون تجميعاً لكلمات لا يمكن تسميتها حتى بخواطر المبتدئين، فالاحتفاء بكتب كهذه يكاد يذهب بهيبة المركز الثقافي الذي تقام فيه مثل هذه الأنشطة التي يفترض انتخابها بعناية فائقة، لا أن يتم التباهي بها كأنها أعراس، في حين إنها جنازات كان يفترض أن تشيّع كتب أصحابها بصمت!
2
لا تنتبه بعض الهيئات الثقافية في حمص للأنشطة التي تقدمها زميلاتها، ولذلك تقع في التكرار، وهذه سمة سيئة، فماذا يعني أن تقيم ثلاث هيئات ثقافية جلسات ليست نقدية بل أقرب للاحتفائية بديوان شاعر مغترب، يصر صديقه الأكاديمي على تسويقه وعلى أن يكون بطل ذلك الترويج لشاعر لم نسمع به من قبل، ورغم أن من حق أي أديب تسليط الضوء عليه لكن بمسوغات، فالاحتفاء ليس بكثرة الأضواء، إذ إن ضوءاً واحداً إن كان متقناً على تجربة إبداعية تستحقه، سيُظهر جمالها وغناها، ويجذب المتلقين لها.
3
أصرت صفحة “فيسبوك” خاصة بشؤون نسائية على التعريف بصورة تجسّد رأس «ميدوزا» على أنها تعدّ رمزاً للنساء المغتصبات، لكن ورغم إشارتنا وإشارة الكثيرين إلى أن ذلك ليس صحيحاً، ونقلاً عن “موسوعة الأساطير” التي ألّفها الناقد والمترجم حنا عبود الصادرة عام 2018عن دار الحوار في اللاذقية، وجاء فيها ( ميدوزا: إحدى الغوغونات اللواتي يحوّلن كل من يقع نظرهن عليه إلى حجر. كانت ميدوزا من بينهن جميلة جداً، لكن أثينا حولت شعرها إلى أفاعٍ، لأنها تجرأت على الادّعاء أنها تعادل الربة أثينا جمالاً وبهاءً. وهناك روايات تقول إنها دنست معبد أثينا عندما عاشرت فيه بوسيدون وضبطتها الربة أثينا.) لكن ذلك لم يقنع المسؤول عن الصفحة بالتراجع وتقديم المرجع الذي اعتمدوا عليه رغم مطالبتنا مع أصدقاء الصفحة بذلك، فأصرّوا من دون أن ينتبهوا إلى أن الجهل وتقديم معلومات خطأ فضيحة وليس فضيلة!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار