ما سرّ نفوق الأسماك بنهر العاصي في حماة ..!؟ .. مدير الثروة السمكية: شكلنا لجنة بانتظار نتائجها
زهير المحمد:
في مؤشر خطير على وجود تلوث بيئي أصاب نهر العاصي في محافظة حماة بدأت تظهر معالمه مؤخراً بطفو الكثير من الأسماك النافقة على سطح مياه النهر، ما دفع الكثير سواء من المواطنين أو من المهتمين بالثروة السمكية والبيئة إلى دق ناقوس الخطر.
مؤشرات خطيرة
أحد المعنيين في الهيئة العامة للثروة السمكية في حماة والذي فضّل عدم ذكر اسمه أوضح لـ«تشرين» أن هناك ظهور حالات نفوق كثيرة للأسماك والأحياء النهرية في المياه العامة بمجرى نهر العاصي، مشيراً إلى أن حالات نفوق تلك الأسماك بدأت بالظهور بالتزامن مع إعلان إقلاع معمل سكر سلحب الذي عاد للعمل منذ فترة قريبة، مضيفاً: هناك قساطل للصرف قادمة من المعمل وتصب مخرجاته بنهر العاصي وتلك المخرجات لونها أسود ورائحتها كريهة وقريبة من رائحة الشوندر السكري، إضافة إلى تشكل طبقة زيتية شفافة على سطح الماء.
الدلائل تشير !
وقال المعني في الهيئة العامة للثروة السمكية في حماة : أنا متأكد مئة بالمئة من أن مخرجات معمل سكر سلحب هي السبب في نفوق الأسماك، مدللاً على ذلك الأمر أنه خلال الحرب الإر*ها*بية على سورية توقف المعمل عن العمل لعدة سنوات وحين توقفه عن العمل تحسنت ونشطت الثروة السمكية في نهر العاصي وبمجرد عودة المعمل إلى عمله مؤخراً بدأت تظهر حالات طفو الأسماك النافقة على سطح النهر، مضيفاً: ينبغي لحظ محطة تصفية لتصفية المخرجات التي تصب في نهر العاصي للتخلص من التلوث ومسببات نفوق الأسماك.
الأمر متابع
بدوره أوضح مدير عام الهيئة العامة للثروة السمكية والأحياء المائية الدكتور عبد اللطيف علي لـ«تشرين» أن حالات نفوق الأسماك ظهرت منذ قرابة 15 يوماً وعلى الفور تمت متابعة الأمر وتم تشكيل لجنة من عدة جهات منها الموارد المائية وهيئة تطوير الغاب لبحث الحالة عن كثب وتم أخذ عينات لمعرفة أسباب نفوق الأسماك وسيتم رفع النتائج لمحافظة حماة لاتخاذ الإجراءات المناسبة لتجاوز المشكلة .
لماذا «السكر» متهم!
بدوره أشار مدير معمل سكر سلحب إبراهيم نصرة لـ«تشرين» إلى أن ليس هناك مواد كيميائية أو مضرة يستخدمها معمل سكر سلحب في الإنتاج، أضف إلى ذلك أن مخرجات المعمل تصرف في أحواض ترتيب خاصة بأراضي المعمل، مضيفاً: كما أن هناك مصرفات من معامل عدة تصب مخرجاتها في نهر العاصي، متسائلاً : لماذا إذاً معمل سكر سلحب هو المتهم الوحيد..؟!
لنا كلمة
ونحن نقول: لسنا هنا بمعرض اتهام أو إلقاء اللوم أو مسؤولية نفوق الأحياء النهرية بنهر العاصي على أحد ولكن ما يهمنا هو إيجاد حل سريع لهذه المشكلة الخطيرة قبل أن نترحم على ثروتنا السمكية، لا قدر الله، فالأخطار محدقة وعلينا التحرك قبل أن تقع الفأس بالرأس.