مزيج من الخبث الشيطاني، والتعاون الوثيق مع الأميركي، وعمالة وضيع مأجور، وبحقد أعمى وموتور، بكل هذه الشياطين تم تنفيذ عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ومباشرة جاء رد المقاومة المفعمة بروحية قائدها الشهيد: مستمرون، والاستمرار هنا تصاعدي، خاصة أن ما تقوم به «إسرائيل» من عمليات قتل وتهجير وتدمير يستولد أجيالاً من المقاومة، أكثر تصميماً على محاربتها والانتقام منها، وهناك من يؤكد أن الاستمرار التصاعدي في عمل حزب الله ربما يتجلى انطلاقاً بالأمين العام الجديد، الذي من المرجح أن ينطلق مما كان سيفعله السيد الشهيد تجاه ما ارتكبه نتنياهو، وهذا ما سيجعله حتماً أكثر عزماً واندفاعاً وإصراراً على مقاومة «إسرائيل» وقتالها والانتقام منها، باختصار صحيح أن المقاومة خسرت قائداً ورمزاً، وصحيح أيضاً أن «إسرائيل» حققت «إنجازاً» في القتل، والتدمير، والتهجير، والتجسس، لكن الواضح أيضاً أنها وضعت نفسها أمام استمرار تصاعدي للمقاومة ضدها، وإذا كان نتنياهو يظن أن ما يقوم به سيعيد سكان الشمال، فإن الحقيقة تقول إن ما يرتكبه سيطيل وربما يؤبد الخوف الصهيوني مما سيواجهه جميع الإسرائيليين من تصاعد المقاومة واستمرارها، نتنياهو يديم وربما يؤبد كارثة الإسرائيليين، وهو يهدد المنطقة بالتفجير.
تأكيداً لهذه الحقيقة، فإن الباحث سينام فاكيل من مركز تشاتام هاوس للأبحاث يقول: إن «حكومة نتنياهو بما فعلت في بيروت، ربما أثرت سلباً في خصومها، ومع ذلك فقد أظهر التاريخ أن النصر العسكري لم يوفر لإسرائيل الأمن الذي تسعى إليه»، ويكمل هذا الباحث ليؤكد أن «هذه المعركة من شأنها بالتأكيد أن تحشد جيلاً من المقاتلين ضد «إسرائيل» أكثر تصميماً وقوة في محاربتها»، وقبل يومين سخرت صحيفة «واشنطن بوست» من تصريح نتنياهو عندما قال: إن «إسرائيل لديها زخم..»، وسألته الصحيفة بسخرية: «زخم نحو ماذا…!!؟؟»، وشرحت أن «بعض الانتصارات التكتيكية قصيرة الأمد التي تحققها إسرائيل أثبتت عقمها استراتيجياً، وهي ترسي صراعات ومواجهات جديدة ضدها»، وكثير في الغرب نبه إلى أن «الإبهار لا يكفي…!»، وإلا ماذا عن الرهائن في غزة؟، وهل لعاقل أن يعيد سكان الشمال بجعل جميع الإسرائيليين في حالة رعب وخوف وهلع كما حصل مساء أمس، حيث عاش الإسرائيليون حالة هلع وخوف واضطراب نتيجة القصف الصاروخي الإيراني انتقاماً لهنية ونصر الله ونيلفروشان.
وقد صدقت الأبحاث في المراكز الغربية عندما قالت لنتنياهو ومن ورائه إسرائيل: «احذر مما تتمنى..»، لأن الواضح أن ما تمناه نتنياهو وما فعله ويفعله، ليس إلا خطوة تكتيكية، وراءها كوارث استراتيجية، وما تأبيد الصراع ضد الإسرائيليين إلا محرقة من صنع يدي نتنياهو، وما تفجير المنطقة بهذا الجنون إلا كارثة ستصيب الإسرائيليين في أمنهم واطمئنانهم، وقد لا يكون، ولن يكون هناك أمن أو استقرار أو تنمية أو ازدهار لـ«إسرائيل» من دون الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية، وتمكينه من إقامة دولته على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، والمقاومة أوضحت ردها مباشرة: «مستمرون».
د. فؤاد شربجي
130 المشاركات