جرعة دعم..؟!

عاشت مدينة حلب حدثاً استثنائياً كانت تنتظره منذ سنوات يتمثل بمشاركة السيد الرئيس بشار الأسد في تشغيل العنفة الخامسة في المحطة الحرارية، التي تعد طوق النجاة من تقنين جائر فرض على العاصمة الاقتصادية جعلها تحت رحمة تجار “الأمبير”، الذين رفعوا تسعيرة هذه الخدمة إلى حد أصبح معظم المواطنين غير قادرين على تحمل تكلفتها المرتفعة، لكن الأهم دورها في زيادة إنتاجية المعامل وتشغيلها بطاقات أكبر خاصة أن الكهرباء تعد رئة الصناعة والتجارة، ما يبشر بتحسن اقتصادي من بوابة حلب وصناعتها بعد حلحلة جزء من مشكلة الطاقة التي تعد العقبة الأكبر التي تواجه الصناعة والصناعيين.
تبدل حال الصناعة في حلب وحال معيشتنا لن يحدث في ليلة وضحاها كما يأمل الجميع، لكن هذا الهدف الاستراتيجي سيأخذ طريقه الصحيح لطالما الكهرباء ستوظف لتحريك عجلة إنتاج المنشآت الصناعية والحرفية من دون انقطاع أو فصل غير منظم، مع إعادة تفعيل النشاط التجاري وخاصة عند معرفة أن محال كثيرة تخلت عن “مصلحتها” وأحياناً أغلقت أبوابها بسبب انعدام الكهرباء والاعتماد على الأمبير، ودفع مبالغ فلكية تأخذ غالباً من جيوب المواطنين، لذا يمكن القول ب”الفم المليان” أن تشغيل العنفة الخامسة أحيا الآمال في عودة حلب إلى مكانتها الاقتصادية في استثمار فعلي أيضاً لقدرة أهل حلب على الإنتاج والعمل، وسيرتفع سقف الطموحات عند تشغيل العنفة الأولى نهاية العام الحالي، ليصبح تحقيق هذه الخطوة المقوية لشبكة اقتصادنا وتسريع وقوفه على “رجليه بدون عكازات”، أسرع وأكثر نفعية عند انعكاسه على تحسين الواقع المعيشي، لكن هذا يحتاج أيضاً إلى جرعة دعم إضافية تخفف الضغوط على الصناعيين ومن ضمنها تخفيف فواتير الكهرباء المرهقة، بعد زيادة سعر الكهرباء الكبير على نحو يهدد بتوقف عجلة إنتاج معامل كثيرة.
زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى العاصمة الاقتصادية حملت دلالات ورسائل كثيرة، أبرزها التأكيد على أهمية مدينة حلب وصناعتها وضرورة تقديم الدعم المطلوب لعودتها إلى موقعها الاقتصادي ومعالجة مشاكلها المتراكمة التي تعوق عملية الإنتاج كمشكلة الطاقة، عبر استكمال الجهود لتسريع دخول كامل عنفات المحطة الحرارية في الخدمة بأسرع وقت، وحتى يحين ذاك الوقت يتوجب تشجيع أهل الصناعة والتجارة والمواطنين العاديين على اعتماد الطاقات المتجددة، التي تعد الحل الأجدى لتجاوز تكلفة الكهرباء التقليدية في ظل الدمار الكبير وسرقة الأسلاك والأكبال الكهربائية، وفي كلا الحالتين يتوجب منح حلب أمّ الصناعة كل الاهتمام والرعاية لإنقاذ اقتصادنا من حاله المنهك ومعيشتنا من تأزمها، فحلب دوماً قصدنا والسبيل لخلاصنا ونهضة صناعتنا المأمولة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار