بايدن وأهدافه الاستعمارية

تعد زيارة الرئيس الأمريكي جو بادين إلى منطقة الشرق الأوسط الأولى له منذ دخوله البيت الأبيض مطلع عام 2021 .

ولكن ما الذي ستحمله هذه الزيارة للمنطقة؟

من المعروف أن زيارات الرؤساء الأمريكيين السابقين إلى المنطقة لم تحمل أي آمال لشعوبها وإنما كانت دائماً تؤكد التحيز الأمريكي السافر إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي وتهدف إلى تأمين الحماية له على حساب الحقوق العربية وخاصة حقوق الشعب الفلسطيني .

كما كانت تلك الزيارات تكرس نهج أمريكا للدفاع عن مصالحها في المنطقة وتعزيزها بغض النظر عن مصالح وتطلعات شعوبها وكذلك تعزيز نفوذ واشنطن فيها  وتوجيه التهديدات والاتهامات والافتراءات إلى دول أخرى .

بايدن الذي بدأ جولته الحالية من كيان الاحتلال الإسرائيلي أكد كأسلافه بعد مباحثاته مع زعماء هذا الكيان أن واشنطن ملتزمة بأمن” إسرائيل” والحفاظ

على التفوق العسكري النوعي الإسرائيلي كما شدد كالعادة على أن واشنطن تعتبر أن أمن” إسرائيل” ضروري لمصالح الولايات المتحدة.

كما جاء في البيان المشترك بين بايدن وزعماء الكيان الإسرائيلي أنه لن يسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي لأن في ذلك مصلحة حيوية لأمن الولايات المتحدة وإسرائيل ولبقية العالم ، في حين أن إسرائيل التي لديها عشرات الرؤوس النووية يسمح لها بامتلاك ذلك السلاح وغير مطالبة بالانضمام إلى معاهدة الأسلحة ولا تتعرض للمساءلة بهذا الخصوص .

بايدن الذي تدعم إدارته كيان الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل في ممارساته العدوانية ضد أبناء الشعب الفلسطيني من قتل وتهجير وتشريد واستيطان دعا إلى دمج “إسرائيل “في المنطقة والسلام بينها وبين دول المنطقة

وقال إن ذلك هدف أساسي لزيارتهزاعماً أنه يحمل الفرص للسلام والاستقرار الذي يمكن أن يتحقق في المنطقة .

من المؤكد أن بايدن لا يقصد إلا السلام الذي يؤمن مصالح أمريكا ومصالح إسرائيل .

وحول المحطة الثانية من جولته وهي السعودية فقد اعترف بايدن بهذا الصدد أن زيارته إلى الرياض هي للترويج للمصالح الأمريكيةوهنا لا بد من التذكير بزيارة سلفهد دونالدترامب عام 2017 وما أسفرت عنه تلك الزيارة المشهورةمن صفقات بمليارات الدولارات

ثمن أسلحة واستثمارات وهو ما يعني أن الأمريكيين لا ينظرون إلى السعوديةإلا كبقرة حلوب همهم الوحيد هو نهب ثرواتها النفطية واستثمار أموالها الضخمة في الشركات الأمريكية وكذلك توريط الرياض بصفقات

أسلحة ضخمة يمنع منعاً باتاًاستخدامها ضد إسرائيل .

من المعروف القول إن الإدارات الأمريكية على اختلافها خلال العقود الماضية لا تنظر إلى المنطقة إلا من عين مصالحها الاقتصادية والجيوسياسية وتوسيع نفوذها

الإمبريالي ومن عين حماية الكيان الصهيوني وضمان تفوقه العسكري على دول المنطقة لأنها تدرك أهمية

ذلك بالنسبة لواشنطن وكذلك إبقاء الكثير من دول المنطقة رهينة للسياسات الأمريكية الاستعمارية

التي تبني مصالحهاعلى حساب شعوب دول العالم

الأخرى دون النظر لأي اعتبارات إنسانية أخرى .

من هذا كله لن تخرج زيارة بايدن الحالية عن هذا النطاق.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار