فسحة أمل!

بتنا نحلم بمعيشة سنوات قبل الأزمة، رغم صعوبة مفرداتها الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بطبيعة المرحلة واتسامها بتوافر مستلزمات معيشة المواطن اليومية على اختلاف الشرائح الاجتماعية وتنوع العوائد المادية لها،  فالكل يعيش وفق إمكاناته المادية، وترتيب أولويات حياته اليومية وخاصة لجهة المناسبات الاجتماعية والواجبات الأسرية التي على الأغلب تشكل عامل ضغط على الأسرة ومداخيلها المادية!
لكن مقارنةً مع الظروف الحالية التي فرضتها أزمة السنوات (11) التي مضت والتي نعيشها لحظةً بلحظة، فإننا نجد زيادة في الأعباء، ومضاعفة تكاليف معيشة الأسرة نتيجة الغلاء الفاحش وارتفاع الأسعار الوهمي للمواد والسلع الغذائية وغيرها.
وأخطر الأسباب تجارٌ انعدم لديهم الحسّ الوطني، وفقدوا الأخلاق والإحساس بحجم الأزمة التي يعيشها الوطن، فبدؤوا باستغلال حاجة المستهلك لجهة قوته اليومي واستقرار الأسواق ومتطلباتها في ظل حصار اقتصادي كبير وتآمر دولي على الوطن لتدمير بنيته الاقتصادية والاجتماعية والخدمية، فكانوا شركاء فاعلين إلى جانب العصابات المسلحة لتدمير البنية الاقتصادية فاستغلوا ما استطاعوا حاجة الوطن والمواطن على اختلاف وتنوع هذه الحاجة، وكرسوا حالة الغش والتدليس والسرقة، إلى جانب مستودعاتهم التي تعج بالبضائع المحتكرة بقصد استغلال فرق الأسعار الوهمي..؟
ويوازي كل ذلك تراجع الأداء الرقابي الذي ظهر جلياً و واضحاً خلال سنوات الأزمة وضعف وترهل هذا الجهاز مقارنة مع تداعيات الأزمة وانعكاس ذلك مباشرةً على الأسواق بدليل حالة الانفلات الكبير للأسعار، وعدم قدرة المستهلك على مجاراتها وتأمين مستلزمات معيشته اليومية في أدنى متطلباتها , وحالة التخبط الكبير في رغيف الخبز وإصدار قرارات غيّرت معادلة الرغيف كخط أحمر.
ما يحصل في الأسواق ليس أفضل حالاً مما ذكرت ، فمثلاً جنون أسعار الخضاروات والحلويات والفاكهة واللحوم وغيرها، مستلزمات طاولة العيد التي هي تقليد شعبي تمارسه العائلات، وخروجها من موائد أغلبية الأسر باستثناء الميسورة منها وهذه قلة قليلة لا تشكل في المجتمع إلّا نسبة ضئيلة جداً لا تعبّر عن ضعف الحال، وكذلك تراجع مستويات المعيشة لأوسع شرائح المجتمع..!؟.
وخير دليل أن موائد العيد العامرة بالفاكهة والحلويات وما طاب ولذّ من المأكولات غادرت البيوت، رافقها غياب فرحة العيد وبهجته، ونأمل جميعاً نحن المواطنين عودة ذلك، والخلاص من الأزمة وتداعياتها وعودة الحياة تتدفق في بيوت ملايين الأسر ، وأملنا كبير، ومازال يستهوي كل مواطن يكنّ العشق الأبدي لسورية من خلال فسحة أملٍ بالخلاص نراها قريبةً جداً بإذن الله!
سامي عيسى
Issa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار