قدم للثقافة نحو ثلاثة وستين كتاباً.. “وجيه أسعد” مكرَّماً في ثقافي طرطوس

تحت عنوان “وجيه أسعد كاتباً ومترجماً” أقامت الهيئة العامة السورية للكتاب واتحاد الكتّاب العرب وجمعية الترجمة ومديرية الثقافة في طرطوس بالتعاون مع المركز الثقافي العربي ندوة تكريمية للمترجم الراحل وجيه أسعد شارك فيها كلٌّ من الأدباء والمترجمين الدكتور باسل المسالمة، الدكتور ممدوح أبو الوي، حسام الدين خضور، شاهر نصر، وأدار الندوة الدكتور ثائر زين الدين، لافتاً إلى أن الأديب وجيه أسعد قدم للثقافة نحو ثلاثة وستين كتاباً جُلّها في مجالات علم النفس والاجتماع والتربية، لكبار علماء الغرب والشرق فنهض بمشروع تعجز عنه مؤسسات ثقافية كاملة، مشيراً إلى أنه تم إحصاء ما لا يقل عن اثنين وثلاثين كتاباً من إصدارات وزارة الثقافة السورية وحدها بينها “المعجم الموسوعي في علم النفس” في ستة أجزاء فكيف إذا أضفنا إلى ذلك امتلاك الاختصاص العلمي الذي يؤهل أن يغوص عميقاً في النصوص التي يختارها.
بدوره تحدث الدكتور باسل المسالمة مدير الترجمة في الهيئة العامة السورية للكتاب عن “وجيه أسعد” بين أمانة الترجمة، وجمالية الأسلوب، وتناول حسام الدين خضور في مداخلته كتاب وجيه أسعد (المعجم الموسوعي لعلم النفس) الذي يقع في ستة أجزاء، وبيّن أن هذه الندوة مناسبة لتسليط بعض الضوء على صناعة المعاجم التي وضعها العرب ربما قبل غيرهم من الأمم، لافتاً إلى أن سورية شهدت وضع المعجم الأقدم في العالم بين اللغتين السومرية والأكادية، قبل نحو أربعة آلاف وخمسمئة سنة، من جهته قدم الأديب شاهر نصر مداخلة بعنوان ” الترجمة رافعة للأدب – مدرسة “وجيه أسعد” أنموذجاً بيّن فيها أن المترجمين جنودٌ مجهولون، والمترجم وجيه أسعد واحد من أولئك الجنود المجهولين، الذي تجلى عطاؤه في كنزٍ من الترجمات لا يُقَدّر بثمن، ولاسيما، ترجمته للمعجم الموسوعي في علم النفس في ستة مجلدات الصادر عن وزارة الثقافة في دمشق عام 2001، وترجماته لعشرات الكتب والمقالات المهمة في علم النفس، وفي النظريات الفنية والأدبية، التي تُعد زاداً غنياً لكل كاتب، و هو باحث، ومهتم في هذه الميادين… كأنّه ينفذ مهمة، أو واجباً وضعه أمام نفسه لإغناء المكتبة العربية بهذه العناوين الغنية، التي تهمّ القارئ العادي والمختص والأديب معاً، وتطرق إلى عدد من الكتب التي ترجمها “أسعد” والنظريات والأفكار التي تضمنتها، مبيناً أهميتها، وديمومة فائدتها.
ولفت إلى أن “أسعد” قام بواجبه الإنساني، وأعطى وقدّم ما تقدمه مؤسسة، كأنّه يؤسس مدرسة في اختيار مواضيع الترجمة، وفي بحوث علم النفس التي ترتقي به إلى مصاف المفكر، الذي وضع نصب عينيه مهمة النهوض بوعي أبناء قومه، واقترح نصر إنشاء صفحة إلكترونية في شابكة الإنترنت الدولية باسم الأديب والمترجم وجيه أسعد من قبل محبّي كتاباته بالتنسيق مع وزارة الثقافة، واتحاد الكتاب العرب يديرها مسؤول متمكن من الاختصاص الذي خاض فيه الكاتب، كما اقترح أن تقدم الهيئة العامة للكتاب في وزارة الثقافة ترجمته لـ”المعجم الموسوعي في علم النفس” إلى المؤسسات المختصة في جامعة الدول العربية لاعتماده، وتطويره، وتسهيل نشره في مختلف الدول العربية لتعم فائدته والاستمرار في تنظيم الندوات التي تبحث في ترجماته، ولاسيما التخصصية منها.
من جهته قدم الدكتور ممدوح أبو الوي قراءة في إسهامات المترجم وجيه أسعد في ترجمة علم النفس إلى العربي، وأشار إلى أن ترجمة وجيه أسعد تتميز بثلاث ميزات، الميزة الأولى: أنه على علم بالمادة التي يترجمها، و الثانية: أنّه لا يترجم عن لغة وسيطة وإنَّما يقوم بنقل مؤلفات علم النفس مباشرةً من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية، أيّ مباشرة من لغة المنشأ إلى لغة الهدف ويعرف المترجمون أنَّ الترجمة عن لغة وسيطةٍ لا تتصف أحياناً بالدقة لأنَّ المترجم قد يقع بأخطاء المترجم الأول من دون أنْ يعلم، والميزة الثالثة: هي أنّه يقوم بترجمة الكتب التي تحتاجها المكتبة العربية، وبذلك فإنَّ المترجم وجيه أسعد قدّم خدمةً جليلة للمكتبة العربية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار