الحادي عشر من أيار عام 2022 كان يوما مختلفا في تاريخ الصحافة الفلسطينية واالإعلام العربي ككل، كان يوما مفصليا وتاريخيا حمل في ساعات صباحه المبكر خبرا صاعقا صادما لكل النفوس، ألا وهو خبر استشهاد الصحفية الفلسطينية المخضرمة شيرين أبو عاقلة ،برصاص الغدر الصهيوني .
الشهيدة أبو عاقلة عندما كانت تلبس خوذتها وسترتها الواقية من الرصاص لم تكن تعلم في ذلك الصباح انها ستكون أيقونة فلسطين وأنها ستكون الخبر الرئيسي على شاشات التلفزة وفي وكالات الأنباء ومواقع التواصل الاجتماعي ومحور حديث الناطقين باسم الهيئات السياسية في العالم وفي بيانات المنظمات الدولية على اختلافها.
شيرين أبو عاقلة انضمت في ذلك اليوم إلى قافلة المجد ، قائمة الشهداء الأبرار بعد أن قنصها صهيوني غادر برصاصة في رأسها الذي يخبىء ذاكرة عميقة تختزن في طياتها الحقائق المرة والمشاهد المؤلمة والمواقف الصعبة وصور المجازر والجرائم التي ارتكبها كيان الاحتلال
الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني
على مدى عشرات السنين .
أبو عاقلة قتلت في جريمة مكتملة الأركان لأنها كانت صوت فلسطين الحر الذي دافع ببسالة وشجاعة قل نظيرهما عن الحق الفلسطيني وفضح ممارسات وجرائم الاحتلال وأظهرها للعالم، فقتلوها لإسكات صوتها وإخماد ضميرها فرقدت كما رقد زملاؤها السابقون الذين اغتالهم الصهاينة مثل غسان كنفاني وناجي العلي وغيرهما من عشرات الصحفيين الفلسطينيين الذين مرت عمليات اغتيالهم
وقتلهم من دون محاسبة أو عقاب.
كيان الاحتلال الصهيوني ومنذ إقامته قبل أكثر من 70 عاما انتهج سياسة القتل والتهجير والتشريد وارتكاب المجازر، وقتل خلال تلك العقود عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ واستهدف النخب من الكتاب والصحفيين والعلماء لأنه يدرك ان أصحاب تلك الأصوات هم أعداؤه اللدودون الذين يسلطون الضوء على عقليته وعقيدته الإجرامية .
تقرير للاتحاد الدولي للصحفيين صدر في تموز 2021 أكد ان قوات الاحتلال قتلت 46 صحفياً وإعلامياً فلسطينيا منذ عام 2000 وحتى عام 2021 ، مشيرا إلى أن قتلهم تم باستهداف ممنهج ومنظم .
لاشك بأن يد القتل والغدر الصهيونية في فلسطين المحتلة لا تختلف كثيرا عن يد الغدر والقتل والإجرام التي استهدفت الصحفيين والإعلاميين في سورية خلال السنوات الماضية والتي اغتالت العشرات منهم فكانوا أسماء خالدة في صفحات الكتب وذاكرة الأجيال والتاريخ. فهنيئا لهم الشهادة ولهم الرحمة في جنات الخلود.