«شئنا أم أبينا» ..!؟

سؤال يخطر في بالي كثيراً, أمام مشهد أسواقنا المخيف من حجم المخالفات, وحالات الغش التي تغزو كل جوانب المعيشة, وما تطوله أذرعها التي تبتدع الطرق والأساليب للقيام بها , وهذا السؤال يحظى بأهمية توازي حجم السوق «رغم بساطته» والذي يدور حول فكرة واحدة, هل بقي جانب من جوانب معيشتنا اليومية لم تطله أعمال الغش والسرقة من قبل ضعاف النفوس من التجار، ومن يشترك معهم من أهل الصناعة والحماية ..!؟
والسؤال الأهم الذي يثير الدهشة والاستغراب هو عدد الأجهزة الرقابية التي تعنى بحماية السوق, وتبحث عن استقرارها, وتوفر أسباب انسياب السلع بصورة سلسة بدءاً من مصدرها وصولاً لمستهلكيها .!؟
أسئلة كثيرة تفرد كلماتها على امتداد أسواقنا المحلية, لأن ما يحصل فيها لم نألفه منذ عقود, أو لنقل عشرات السنين, ألفنا الغش والمخالفات في الأسعار والتدليس والغش بذات البضاعة, لكن بنسب قليلة ومتواضعة قياساً بحجم السوق وما تحتوي من مواد, أما اليوم فالمخالفات فاقت كل التوقعات, وبتنا نبحث عن الجودة والسليم من المنتجات في أكوامها, ونبحث عن رقابة فاعلة تحمي من دون شراكة, ومعالجة للمخالفات من دون حسابات الوساطة والمعلوم والهدايا الطنانة ..!
ما يحدث يضعنا أمام حالة من القلق والخوف على أجهزة رقابية تقوم بفعل الرقابة من دون حماية, وتفرد أجنحتها من دون تأثير, رغم بعض النتائج التي تسجلها في نشاطها اليومي من ضبوط نوعية , ومخالفات جسيمة تحمل الجدية في الفعل, لكنها تضيع في حجم المماثل لها من مخالفات تستدعي شكوك المواطنين بعدم فاعلية أي رقابة والتي لم تستطع حتى تاريخه ضبط المخالفات ومعالجة المشاكل التي تهم حياة المواطن اليومية وقمع الظواهر المخالفة المسيئة لأخلاق المجتمع, وبالتالي فإن الأمور تتجه نحو الأسوأ وهذا ما يمكن أن نقوله في ظل حالة القلق والشكوك, التي نعيشها مابين سلعة جيدة وأخرى مغشوشة, وأيضاً ماذا نستخدم وما نرفض من سلع لا تغني متطلبات معيشتنا, وإنما تفرض حالة من التأقلم فرضها تجار السوق «شئنا أم أبينا» وخاصة الذين يرون في غشهم ملاذاً حقيقياً لهم لا يستطيعون النوم دون توسيع دائرة عمليات فسادهم وارتكاب الغش والتدليس بحق الوطن والمواطن..!؟
وما نحتاجه اليوم ليس لكمِّ من الرقابة, بل نحتاج رقابة نوعية تحكم سيطرتها على الأسواق, متسلحة بقوانين تطول الجميع, وتخرجنا من دائرة المحسوبيات , وتدخل أهل الواسطة وما يتبعها من قصص يعرفها الجميع..!
وغير ذلك ستبقى أسواقنا ملجأً لمعشر الغشاشين من التجار والصناعيين ومن يساعدهم من أهل الرقابة ومتنفذيها..!؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار