العفو من شيم الكرام

العفو من شيم الكرام ، والعفو عند المقدرة رجولةٌ وقوة وثقة بالنفس،هذا عند الأشخاص العاديين، فكيف إذا كان العفو من الرئيس لأبناء شعبه ؟
إنه خيارٌ إنساني يفوق كل عفوٍ وتسامح، لما يحمله من معانٍ أخلاقية وإنسانية جامعة لكل مكونات المجتمع إلى جانب عودة الروح لشرائح واسعة من الشباب الذين غُرر بهم، أو ارتكبوا جرائم بحق البلد أو بحق أشخاص بعينهم.
وتالياً، فإن مرسوم العفو الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد عن مرتكبي الجرائم قبل تاريخ 30/4/2022 يمثل فرصة جديدة لمزيد من التماسك الاجتماعي وتكريساً للحالة الوطنية الجامعة لكل أبناء البلد وانعطافاً قانونياً يحمل في طيّاته الكثير من معاني الانتصار لجوهر الإنسانية، وهو ترسيخ لهوية السوري الذي يحمل القيم الأخلاقية والإنسانية التي تعود بجذورها إلى آلاف السنين، وتصحيح لها عند البعض لما اعتراها من تصدّعات خلال الأزمة التي عصفت ببلدنا بأفعال مقصودة من قبل دول بعينها وأشخاص لهم اعتباراتهم الخاصة وحساباتهم الخاطئة ، عبر انتهاك المحرّمات وارتكاب الجرائم التي تتنافى مع الحالة الأخلاقية والإنسانية التي بني عليها المجتمع السوري ، وهذا ما لمسناه خلال سنوات الحرب وانحراف بعض الشباب نحو خط رسمه لهم الأعداء ، فجاء المرسوم ليشكل حالة انتصار تحمل الكثير من المعاني الإنسانية والأخلاقية التي ننتصر بها على كل أشكال الحقد والضغينة والكراهية والأنانية ، والأهمّ أن هذه الحالة تسعى إلى تحقيق نوع من تحصين الوضع الداخلي من ترسّبات المرحلة الماضية وبثّ مشاعر التآخي والمحبة والتسامح وتحصين القلوب من حالات الثأر ورياحها القاتلة وتطهير المجتمع من المشاعر السلبية وبواعث الحقد والكراهية والبغضاء بين أبناء البلد الواحد.
لذا، ومن هذا المنطلق، جاءت رؤية السيد الرئيس بإصدار العفو وتحقيق انطلاقة واسعة جديدة تحمل ضمن طياتها لغةً جديدة ، أهمها لغة تكريس نهج المصالحة الوطنية واستئناف مسيرة بناء الجبهة الداخلية بكل أبعادها ، الأخلاقية والإنسانية بالدرجة الأولى، ومن ثم بناء الدولة القوية المقتدرة ، اقتصادياً، والقوية في تكاتفها الاجتماعي والمزدهرة بصروحها العلمية والثقافية ، والأهمّ عودة المواطن السوري الشريف للعمل في حقل الإنتاج والبناء لمستقبل سوري واعد حافل بالإنجازات والانتصارات، وتالياً فإن مرسوم العفو يحمل كل هذه المعاني الأخلاقية والإنسانية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار