تحولت أيام العيد إلى مناسبة من الفرح الغامر لدى الآلاف من الأسر السورية بموجب مرسوم العفو الذي أصدره السيد الرئيس وشمل جميع المتورطين في إشكالات إره*ا*بية «ولم تتلطخ أيديهم بدماء الأبرياء».
وعلى الرغم من حجم الخطأ الذي ارتكبه هؤلاء المتورطون لكن الكثير من أسرهم بقيت مع الدولة وترفض أي نشاط مشبوه يعكر صفو الأمن لدرجة أن بعض الأشقاء لهؤلاء خدموا في صفوف الجيش العربي السوري ولم يخضعوا للتهديد والوعيد الذي كانوا يتعرضون له من المجموعات الإره*ا*بية بل كان بعض المتورطين في نشاطات تهدد السلم الأهلي تحت ضغط مادي ومعنوي أو تعرضوا إلى تأثير الحملات الإعلامية والإغراءات المادية التي قد لا يراها الكثيرون مبرراً للانسياق في الوقوف ضد مصالح الوطن والمواطن…
إنّ الحرب غير المسبوقة والعدوان الظالم بكل الوسائل غير الأخلاقية اللذين تعرضت لهما سورية عبر عقد من الزمن ورّطا الآلاف من المواطنين وبدرجات متفاوتة ، وقد سارع عشرات آلالاف منهم للانخراط في عمليات المصالحة وسووا أوضاعهم والآلاف منهم الآن انضموا إلى صفوف القوات المسلحة ليقارعوا الإرهاب بعد أن أدركوا أن الدولة والحفاظ على أمنها هما الضمانة الوحيدة للجميع وهما لا يقدران بثمن.
إن العفو من شيم الكرام وهو فرصة منحها الرئيس بشار الأسد لمن ضلوا الطريق وهذا يتطلب من أسرهم وذويهم أن يصححوا نظرة هؤلاء وأن يزيلوا الغشاوة التي أعمت عيونهم من دون أن ننسى دور المجتمع الأهلي والجمعيات في عملية التأهيل للمفرج عنهم مع إعادة تأهيلهم وادماجهم في المجتمع.
إن عملية الإفراج عن المشمولين بمرسوم العفو سوف تستمر أياماً ومن المأمول أن تصدر الجهات المعنية بتنفيذ المرسوم قوائم واضحة بأسماء المشمولين… مع الأمل بأن يبادل الجميع (الإحسان بالإحسان) وأن يرتقوا إلى فهم جميع المعاني الإنسانية والاجتماعية والسياسية لمرسوم العفو الذي يجب أن يفتح صفحة جديدة على طريق المستقبل الذي يعزز أمن الوطن والمواطن.