سارعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى قيادة حملة لمصادرة الأموال والأصول الروسية الحكومية والخاصة في كل مكان تطوله يد أمريكا وأوروبا في العالم، بذريعة الحرب في أوكرانيا، وتصل المبالغ إلى مئات مليارات الدولارات ، في سابقة لم تحصل حتى في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وفي انتهاك واضح لقوانين الحروب ومبادئ الأمم المتحدة والشرعية الدولية، فضلاً عن الأسس والمفاهيم التي يقوم عليها الاقتصاد الغربي التي تدعي قدسيتها للملكية بكل أشكالها وأنواعها وعدم المساس بها في أي ظرف من الظروف أو حال من الأحوال.
تؤكد هذه الأعمال اللصوصية نيات واشنطن المبيتة لإشعال الحرب وجني المكاسب المالية سواء ببيع السلاح وأدوات الفتك والقتل ، أو منع الوصول إلى أي حلول لوقف الحرب.
لقد كان واضحاً عدم الاكتراث بالمفاوضات والضغط على الجانب الأوكراني للانقلاب على أي تفاهمات مع الجانب الروسي والعودة الى القتال مع إغراق الساحة الأوكرانية بالأسلحة من دون أن تخسر واشنطن وحلفاؤها نقطة دم واحدة، وحتى تمويل آلة القتال في أوكرانيا يتم بعيداً عن الجيب الأمريكية.. المهم صب الزيت على النار واستمرار الحرب وتشجيع الطرف الأوكراني من خلال تقاطر الوفود الأمريكية إلى كييف ومنعها من الاقتراب من جارتها روسيا.
لقد حالت الإدارات الأمريكية دون الوصول إلى أي فرصة للحل، بعد أن قوضت مساعي منع نشوب الحرب وعملت ما بوسعها للضغط على كييف لعدم الالتزام باتفاقات مينسك وعطلت تنفيذها خلال ثماني سنوات وحرضت على حرب الاستفزازات وارتكاب المجازر في أقليم دونباس ودأبت وسائط الإعلام الغربية والأمريكية على نشر الفتن والكراهية بين المواطنين الذين يتحدثون اللغة الروسية وأشقائهم الأوكران من أصول روسية.
معروف أن أساطين المجمع الصناعي العسكري في الولايات المتحدة يقودون السياسات الأمريكية التي تفضي إلى الحروب وآخر همهم واهتمامهم دماء الشعوب أو السلام بين الدول هذا كان ديدنهم خلال الحروب ومنذ عشرات السنين وهم الآن أمام وليمة دسمة في أوكرانيا خططوا لها لسنوات ، وهمهم استنزاف الثروات الهائلة التي يملكها الاتحاد الروسي . لذلك حتى الأموال والأصول الروسية الموجودة في البنوك لم توفرها أيدي الساسة اللصوص في واشنطن والعواصم الغربية.
وإذا كان لصوص العصر لا يتورعون عن فعل أي شيء في سبيل المزيد من جمع الثروات على حساب دماء الشعوب، فهل ننتظر منهم أن يحرصوا على الأموال العربية بأرقامها الفلكية المودعة لديهم وماذا يردعهم عن سرقة هذه الودائع في أول خلاف أو نزاع مع تلك الدول مادامت مصداقيتهم لا قيمة لها ولا وزن.
tu.saqr@gmail.com