نهاية الدوري ..كرتنا الى أين ؟
جولتان متبقيتان على نهاية الدوري السوري لكرة القدم للرجال الممتاز والمحترف بالاسم فقط والبعيد كل البعد عن هذه التسمية في الواقع.
مطبات وعثرات وقرارات طائشة بين هنا وهناك ومحاباة لنادٍ على حساب آخر، إضافة إلى عدم وجود أرضية صالحة للعب كرة قدم بمعناها الحقيقي الذي نعرفه واعتدنا عليه، دوري لم يحمل في طياته إلا الفشل بين مرحلة وأخرى، ولاسيما ما شاهدنا منذ لقاء الوثبة مع أهلي حلب والأحداث التي رافقت ذلك والتي أدت إلى فقدان الدوري جماليته وروح منافسته إن كانت موجودة بالأصل، أخطاء تحكيمية بطبيعة الحال لم تعد مقبولة كما كنا نعدها سابقاً بل ربما أصبحت مقصودة إلى حدٍّ ما، ناهيك عن التحكم بالأسماء في أغلب المراحل من قبل لجنة الحكام الرئيسية في اتحاد الكرة، أضف إلى ذلك ضعف المستوى الفني لأغلب أنديتنا والتي أرهقتها روزنامة نشاط الاتحاد وعدم وجود روزنامة ثابتة، بل التغيير في المواعيد كان سمة أساسية وتأجيلات لا طائل منها، بحجة إفساح المجال لمنتخباتنا وأنديتنا في الاستحقاقات الخارجية، وخاصة في أواخر مرحلة الإياب وطريقة السلوقة التي اعتمدت عليها لجنة التسيير المؤقتة باللعب في رمضان تحت أشعة الشمس الحارقة وما آلت إليه حالة بعض اللاعبين من إغماء وعدم تقديمهم المستوى المطلوب، نتيجة عدم قبول اللجنة للأندية باللعب تحت الأضواء الكاشفة، لكن بالتأكيد النتيجة والعنوان الرئيس لمرحلة استلامها زمام أمور كرتتا هي الفشل والإخفاق.
ضعف الدوري بكل نواحيه انعكس سلباً على ضعف منتخباتنا حتى بتنا صيداً سهلاً ولقمة سائغة لجميع المنتخبات التي نلعب معها، ناهيك عن ضعف الجانب الإداري ووجود الأشخاص ذاتهم في المكان ذاته ولسنوات طويلة، ربما الواسطة تلعب دوراً كبيراً في ذلك.
نحتاج لحملة تنظيف كبيرة لمثل هؤلاء مع إفساح المجال لجيل الشباب لاستلام المهمة وقيادتها بنجاح، ولتكن الغاية الأساسية العمل على تحقيق نقلة نوعية تنقل كرتنا إلى برّ الأمان بعيداً عن المحسوبيات بين هذا وذاك.
كرة القدم تتطور في جميع دول العالم إلا عندنا، ويسوّقها أشخاص يقدمون مصلحتهم الشخصية على مصلحة كرتنا، وهذا كان واضحاً في بقاء لجنة التسيير وقتاً أطول من الذي كان مقرراً، ربما ذلك يعود إلى المستحقات المالية التي كانوا يتقاضونها، واليوم ستكتمل خيوط المسرحية الهزلية المتمثلة بالانتخابات لرئيس ونائب رئيس وأعضاء اتحاد كرة قدم جديد…. والأسماء نفسها تتكرر ، فهل ستتغير الحال للأحسن أم سنبقى على المنوال نفسه الذي كان يحاك سابقاً؟ وفي الختام كرتنا إلى أين؟.