التعافي والعافية.. وفطر سعيد

لم تقلّ بهجة رمضان عبثاً، و أغلب ما قيل عن الأقدمين لأمتنا العربية التي تفوقت وتقدمت ونشرت، إلا أنهارضيت أن تكون ضحية دائمة و أضحينا في صراع بين الحكمة والحكماء وبين التفاعل والتناغم مع ما يسمونه حضارة غربية أو تطوراً و تقدماً طالما تفاخروا بأنه للإنسانية و تنويرها، ولكن التجربة للأسف أثبتت أن أهم ما افترسته و قوضته و شوهته هو الإنسانية، عبر تفريغ منظم وضرب كل منابع النور و تسليع كل شيء وخاصة البشر، كل حسب دوره سواء سكان بلدانهم أو سكان بلداننا وكأن هناك مخططَ ما بعد المالتوسية لتفريغ الكون بدلاً من تقليل سكانه لحجج واهية، الغذاء والموارد تنمو بمتوالية حسابية والسكان بمتوالية هندسية وكل ذلك للسير وفق مبدئهم الإيديولوجي ” من الظلمة والفوضى ينبثق النظام” .و ولن تكون للظلمة أي مكان لتنوير الإنسان وبالتالي حوّلت المشاعر والأحاسيس لغرائزية قاتلة، طالما أنفق عليها تريليونات الدولارات ليصبح الفارق بين الإنسان الذي حباه الله عن باقي المخلوقات بالعقل ضئيلاً، و العضو الذي لا يعمل يضمر ..
المهم البروباغندات الإعلامية بأغلبها والتي تنتمي لنبع واحد جندت لقتل الإنسانية والقضاء على المنظومات الأخلاقية والإنضباطية الهادفة للعدالة والعدل والحق والمساواة و تخفيف أو القضاء على الفوارق الطبقية و القضاء على الفقر والعوز و الألم الإنساني وصولاً للأمن البشري والإنسانية، والذي يخالف مسيرتهم التي صنعت أشباه كل شيء لتشويه البشرية وليعود التفوق والتفرد و الهيمنة والاستبداد ونهب وسرقة الثروات وسرقة إنسانية الإنسان، ليصبح سلعة ولتكون مطالب الأغلبية و أملها وأفقها شرخ في المنظومة العالمية المنضبطة والمسيّرة   للتفرد و تحقيق غايات الإمبريالية المهيمنة، هو توحيد جهود لمكاسب تعيد العافية للإنسانية ولصنّاعها، وخاصة ونحن في ذكرى أممية وهي عيد العمال الذين بسواعدهم وعرقهم و مثابرتهم ونضالهم حققوا مكاسب وبنوا تنمية ونمواً و أزالوا فوارق طبقية و حققوا شبه إنسانية و شكلوا طبقة وسطى طفت في أغلب البلدان، وحتى بلدان التوحش الرأسمالي اضطرت أن تحابي مطالب العمال قبل أن تسعى لتشكيل منظمات موازية وبديلة عبر ما يسمى المجتمع المدني لتقويض النضال العالمي وتفريغ اتحادات العمال من فاعليتها ومن مواجهة التوحش الرأسمالي الذي استفرد لما قبل الصراع الجديد نحو ابتلاعات جديدة   وإعادة توزيع الكعكة العالمية وعبر استعمال الأدوات الاقتصادية في الصراع والذي سيكون له نتائج إيجابية لمن يقرأ أس الصراع وحدود ملعبه وغايات أسياده و الذي سينجم عنه نتائج كارثية للأغلبية وخاصة بقايا الاستعمار القديم و الدول الهرمة والتي أفرغت سكانها عبر برمجة رفاهية واتكالية وعبر مصطلحات فارغة للتسويق الإمبريالي..
المهم كان خطاب اتحاد العمال في مؤتمره الأخير وبحضور الوزراء واقعياً بخصوص التصريحات اللامسؤولة وبخصوص الاستنفار الطاقوي الوطني لتجاوز الأمراض الاجتماعية  الناجمة عن الاقتصادية، وجزء منها بسبب الاستثمار الخاطىء و كذلك عودة الضبط والتحكم بالأسعار والعرض ومنع تصدير الحاجات، ولا يعني التصريح بأن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك غير مسؤولة عن ضبط الأسعار وهروبها من المسؤولية، فهي بأدائها مسؤولة من أول الحرب عن فوضى الأسعار وفوق ذلك هي أحد وسائل تمرير رفع الأسعار وفق التحكم بالعرض والسعر، ولن نذكر الزيت والبرغل فقط والبطاطا وغيرها ..
المهم التعافي بحاجة لجهود الجميع  وبمسؤولية وفق برامج واضحة ومسؤوليات محددة ..
و التعافي سيكون للعودة إلى مؤشرات تنموية بمختلف القطاعات، حققت الأمن والاستقرار و الرفاهية وبناء الحجر والبشر..
ولكن الهروب من تحمل المسؤولية ومن ضبط الخطابات والبعد عن الكلام العبثي لغياب المحاسبة لا يحمل حلولاً ولا علاجات وإنما يبعث رسائل لا مبالاة ..
مرّ رمضان، شهر الخير والإحسان رغم صعوبته..
و جاء عيد الفطر وسط تقشف كبير وغياب كثير من الطقوس، وجاء عيد العمال أس العودة للعافية بموازاة الفلاحين، فمن دون الاعتماد على الذات و دعم الطاقات الإنتاجية وفق ما يجب ووفق الواقع سيكون القادم شبيهاً بالواقع أو أسوأ حتى لا نكون من المنظرين أو المنافقين..
كل الإمكانات متاحة فهل تستثمر بما يجب أن يكون ..
أعيادكم مباركة وكل عام والإنسانية بتعافٍ وعافية ..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار