أحلامنا ليست مستحيلة!!
في غمرة حياتنا الصاخبة تمر من أمامنا بضعة مشاهد لا تنسى, قد تكسر ما تبقى من حاجز الفرح الآتي مع العيد.. أم تحاول الإمساك بأيدي أطفالها الأربعة, كمحاولة منها لأخذهم بعيداً عن واجهة محل تسمروا أمامه, فالأطفال لا يدركون أن كل ما في حقيبة والدتهم لا يشتري قطعة ملابس واحدة, وأمهم ينخر قلبها الحزن وهي تشغل عقلها حسابيا, كيف يمكن تقسيم ذلك المبلغ الزهيد على أطفالها بأحلامهم واحتياجاتهم حتى ولو كانت محدودة, والنتيجة المعادلة الحسابية خاسرة!!
هذه الحالة ليست سوى واحدة من آلاف الحالات من الأسر, التي تقف عاجزة عن تلبية رغبات أطفالها, ففي الوقت الذي يتباهى به البعض بما يحمله العيد لهم من هدايا ومصاريف, نرى أن من فقدوا الحيلة لسد الرمق يعانون بصمت, ويتفرجون بحرقة قلب على تجار أعلنوها مناسبة لكسب المزيد من المال!!
لا نريد أن يأتي العيد والمحتاج يبكي عجزه وقلة حيلته, ولا نريد أن نرى بعض من يملكون المال يتعالون على الفقراء ولا يشعرون بالحرمان الذي يعانون منه!! فعلاً أمرهم غريب، فكيف بإمكانهم أن يجدوا شخصاً بحاجة للمساعدة ولا يسعفوه, فالقليل من مالهم لقمة عيش لغيرهم, والإنسانية وعمل الخير لا يتجزأ !
العيد يأتي والدعاء واحد أن نكون ووطننا جميعا بخير, وألا يكون هناك فقير يبكي, ومحتاج ينتظر من يطرق بابه, ولكننا نسأل هنا عن الرحمة؟ وهل كان من يمتلكون ناصية الأسواق ويحكمون بقبضة من جشع على احتياجات الناس, هل فعلاً رحموا الناس في الشهر الفضيل؟
العيد يحتاج الحب والكثير من مراجيح الفرح, العيد يحتاجنا لنرسم أنشودة حب لوطن هو الأجمل, ويحتاج أخباراً عاجلة أن مسؤولينا ومن بيدهم القرار والفعل, تخلوا عن الكلام والتصريحات, وأعلنوا أن وقت الكلام ولى وجاء من يبشر بنهوض معيشي يرمم حياة الناس, قد تكون أحلامنا مؤجلة ولكنها ليست بمستحيلة لمن أراد العمل ونحن سنبقى قيد انتظار!!