يعلو صوت «رهاب الزوال» في”إسرائيل”، وتتردد في أرجاء الكيان أصداء النهاية، فهل هي حقائق التاريخ وحقوق الفلسطينيين أصحاب الأرض، أم إحساس المجرم المغتصب بأن عاقبته اقتربت ومحاسبته أزفت، أم إنها «لعنة غيبية» تحوق بالإسرائيليين وتدفعهم للهاوية، أم إن وراء «صراخ الزوال» أهدافاً ماكرة خبيثة ؟
شابان فلسطينيان ردا على عدوان الصهاينة المتطرفين على الأقصى بضرب عقر دار التطرف الصهيوني في بلدة «إلعاد» فاهتزت حكومة بينيت، وعادت هستيريا الخوف واللاأمان للمجتمع المصطنع، وسقطت كل أوهام التطبيع.. المعنى واضح.. أصحاب الحق يدافعون عن مقدساتها ويتمسكون بحقوقهم، وهذا وحده يشعل الخوف في المحتل الغاصب ويطلق هستيريا الزوال ولو بعد حين.
إيهود باراك رئيس الأركان ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق والرجل الذي تنكّر بزي امرأة في عمليته ضد المقاومة في بيروت، كتب قبل أيام في «صحيفة يديعوت أحرونوت» ينعى الدولة العبرية، ويحذر من زوال “إسرائيل”، مرجعاً الأمر إلى ما سماه «لعنة الثمانين»، حيث قال: على مرِّ التاريخ اليهودي لم يعمّر لليهود ، دولة أكثر من 80 سنة إلّا في فترتين: فترة «الملك داود» وفترة «الحشمو نايم».. حتى إن هاتين الفترتين بدأ تفككهما في الثمانين، وكان نتنياهو قد قال في عام 2017 إنه يتمنى لو تبلغ «إسرائيل» المئة عام، وعبر التاريخ لم تعمر أكثر من 80 سنة.
وبين إيهود باراك وبنيامين نتنياهو يصطف معظم قادة “إسرائيل” بتبني هذا الفكر الغيبي الذي يرجع أزمة “إسرائيل” إلى «لعنة الثمانين»، بينما الحقائق تقول إنه مصيبة ” إسرائيل”.. إنها عدوان واحتلال واغتصاب لأرض وحقوق الفلسطينيين، وإن اللعنة التي تصيبها هي «لعنة الاحتلال» وإن مآلها يقرره أصحاب الحق المقاومون من أجل وفي سبيل حقوقهم.
إن استخدام «رهاب الزوال» ما هو إلا وسيلة خبيثة وأسلوب ماكر لتحفيز التعصب اليهودي أكثر وأكثر، ولتحريض التطرف الصهيوني ضد الفلسطينيين بشكل يصعد من همجية وعدوانية وعنصرية الصهاينة ضد أهل الأرض وأصحابها، ولكن وكما قام الشابان الفلسطينيان باختراق كل الحواجز والوصول إلى «إلعاد» وتنفيذ عمليتهما فيها، فإن الشعب العربي الفلسطيني لكونه صاحب الحق سيبقى يلاحق الاحتلال ويقاومه حتى تحقيق العدالة.
ليست «لعنة الثمانين» بل هي «لعنة الاحتلال» التي ترسم مصير أي محتل ،وتحفر له حفرة زواله ليقع فيها نتيجة عدوانه واحتلاله.