على طريقة المافيا قرر السيناتور الجمهوري الأمريكي ليندسي جراهام أن (بوتين هو المشكلة، لنتخلص منه ، فتحل المشكلة) ومباشرة فهم الأمريكيون أن النخبة الحاكمة في واشنطن لا تتمنى اختفاء بوتين فقط، بل فهم الأمريكيون، أن الإدارة الأمريكية، ربما تدفع باتجاه اغتياله بناء على سوابق إجرامية في تاريخ الإدارات الأمريكية المتتابعة، والتي حاولت اغتيال قادة عالميين واجهوا سياساتها للسيطرة والهيمنه عليهم، وهذا ما دفع الصحفي والكاتب (ستيفن كنزر) للكتابة في صحيفة بوليتكو مذكراً بتاريخ الإدارات الأمريكية، في مجال اغتيال زعماء مخالفين لهم، وكلها اغتيالات تمت بموافقة الرئيس الأمريكي شخصياً، وكأنه رئيس عصابة قتل.
من أكثر قصص محاولات اغتيال قادة عالميين؛ قصة محاولة اغتيال رئيس وزراء الصين في الخمسينيات (شو أن لاي) بأمر من الرئيس ايزنهاور. و خططت المخابرات المركزية الأمريكية لتنفيذ هذا الاغتيال بتفجير الطائرة التي ستنقل (شو أن لاي) إلى إندونيسيا لحضور مؤتمر دولي هناك. وبالفعل تم تفجير الطائرة، ولكن لم يصعد رئيس وزراء الصين عليها ونجا، وهذا ما أصاب الرئيس الأمريكي بالجنون، فقررت المخابرات الأمريكية إغتيال (شو أن لاي ) بدس السم له في طبق الأرز، ولكنه أيضاً غادر المائدة قبل أن يتناول أي حبة أرز، و نجا من جديد. وهنا أصيب الرئيس الأمريكي بالصدمة الأكبر، وهكذا شكل فشل محاولات اغتيال( شو اون لاي) علة للرئيس الأمريكي والمخابرات المركزية الأمريكية لم يوازها إلا علّة فشل محاولات اغتيال الرئيس فيدل كاسترو التي بلغت عشرات المحاولات. وللتعويض عن هذا الفشل، قامت المخابرات الأمريكية باغتيال الزعيم (باتريس لومومبا) ، وفي العام ١٩٦٣ قامت المخابرات الأمريكية باغتيال الزعيم الفيتنامي (نيغو دين ديم) بشكل إجرامي وبشع.
أهم ما يلخص معنى وجوهر الممارسات الأمريكية و خاصة في مجال محاولات الاغتيال التي لا تتم إلا بأمر من الرئيس الأمريكي شخصياً ما جاء على لسان الرئيس لندن جونسون الذي جاء بعد كنيدي، حيث إنه وبعد اطلاعه على مجريات اغتيال الزعيم الفيتنامي ديم بأمر من سلفه، قال جونسون: (أشعر أننا ندير شركة للقتل) إنه هوس السيطرة، وجنون الهيمنة الذي يسهل عليهم القتل والتدمير للشعوب والأوطان، ويزين لهم اغتيال القادة والزعماء المخالفين لهم. . . بالفعل إنها (إدارة شركة للقتل)!!