«المشاهد الأميركي»: انتهى عصر الهيمنة أحادي القطب للولايات المتحدة
هل انتهى عصر الهيمنة أحادي القطب للولايات المتحدة؟ وهل باتت أميركا بحاجة لسياسة خارجية «رصينة وموجهة نحو المصلحة الوطنية»؟
هذا ما ورد في مقال لموقع المشاهد الأميركي «ذي أميركان سبيكتاتور»، فوفقاً للموقع فإن «انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991 كان بمنزلة بداية لعالم أحادي القطب و«للتفوق الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري والجيوسياسي الأميركي الذي لا يمكن إنكاره» على المسرح العالمي، لكن مع عودة التنافس بين القوى العظمى انتهى هذا العصر أحادي القطب بكل ما للكلمة من معنى، مشيراً إلى «أن أولى بوادر انهيار العالم أحادي القطب ظهرت على أنقاض الحروب الشائنة لمحاولات الوعظ الأميركية لتغيير الأنظمة الأجنبية.
وذكّر المقال بالمغامرات العسكرية «الطموحة» والمتغطرسة للعناصر اليمينية من المحافظين الجدد بشكل أساسي في أفغانستان والعراق وفي ليبيا بشكل أساسي مغطاة بادعاءات إنسانية، كانت إخفاقاتها واضحة بالفعل على الأقل قبل عقد من الزمان، لكنها مع ذلك أدت إلى الانسحاب الكارثي العام الماضي للقوات الأميركية من أفغانستان، وهذا ما كلّف الشعب الأميركي غالياً.
ويشير كاتب المقال إلى “إن الإخفاقات الواضحة لحروب تغيير الأنظمة كلفت الولايات المتحدة دماء هائلة وأموالاً ضخمة. ومع ذلك، في رأيه، ربما كان الأهم من ذلك هو إخفاء الرمزية التاريخية في نفوسهم، التي تقول: «أميركا ليست قادرة على فعل كل شيء».
ويرى الكاتب خلال سرده أنه هذا الاستنتاج الرصين يتعزز فقط عندما يأخذ المرء في الاعتبار كل المشكلات الداخلية التي يواجهها سكاننا الهزيلون، وهي أعلى معدل تضخم منذ عقود، وزيادة معدل المواليد خارج إطار الزواج «غير الشرعيين»، والحدود الجنوبية، وارتفاع معدل جرائم القتل والعنف والجرائم العنصرية العلنية، أي «نظرية العرق» والمبادئ شديدة الانقسام في أيديولوجية النوع الاجتماعي الحالية.
ووفق اعتقاد المؤلف فإن هذا الموقف يجب أن يشجع السياسيين الأميركيين على «إظهار الإبداع والتفكير وفق ما سماه حنكة سياسية تهدف إلى إنشاء تحالف إقليمي لاحتواء الصين». وفي رأيه فإنه بعد الانتهاء من العملية الخاصة الروسية في أوكرانيا، ستكون محاولة إقامة علاقات طويلة الأمد مع روسيا أمراً معقولاً للغاية.
ويخلص المؤلف إلى أن السياسة العامة الفعالة تتطلب الاعتراف بالعالم كما هو، وليس اختراع ما يمكن أو يجب أن يكون عليه، وهذا يعني الاعتراف بنهاية حقبة القطب الواحد.