لعلّ من أسوأ الصدمات الاقتصادية على العالم الهزات الاقتصادية التي خلّفها وباء كورونا على امتداد السنوات الثلاث الماضية والتي حسب الظنون قد انتقلت إلى الصين في أعقاب مباراة رياضية في أوهان الصينية شارك فيها لاعبون أمريكيون ونقلوا إليها الفيروس استناداً إلى بعض الروايات.. وعلى الرغم من أن هذه الرواية لم يتم التأكد منها بصورة قطعية إلا أنني شخصياً بتُّ أصدقها، لأن التاريخ الأمريكي في افتعال الأزمات والمصائب والأوبئة يتوافق مع تلك الروايات، مع ظهور تورط جديد من الإدارة الأمريكية في إنشاء المزيد من المختبرات البيولوجية على الأراضي الأوكرانية، وتم اكتشافها صينياً وروسياً على هامش العملية العسكرية الروسية التي أعقبت التهديدات الأمريكية عبر توريط الحكومة الأوكرانية في مواجهة عسكرية لا تخدم إلا المغامرات الأمريكية التي تستهدف العالم أمنياً وصحياً واقتصادياً وخاصة أن نتائج المواجهة محسومة لمصلحة موسكو باعتراف الأمريكيين وحلف “ناتو”..
وعلى الرغم من النتائج الكارثية التي بدأت على الصعيد الإنساني وتزايد عدد اللاجئين الأوكرانيين والمرشحة للمزيد من المعاناة إلا أن الكوارث الاقتصادية ربما تكون الأخطر ليس على الأوكرانيين فقط وإنما على جميع دول العالم وخاصة على الدول الأوروبية وعلى أمريكا ذاتها بسبب العقوبات الأمريكية والأوروبية على روسيا، والتي أدت إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط والغاز وأسعار المواد الغذائية والمعادن لتكون الأزمة الأوكرانية من أشد الأزمات التي افتعلتها أمريكا على الصعيد الاقتصادي والأمني والسياسي وحتى على الصعيد الصحي (إذا تعرضت مختبرات أمريكا البيولوجية في أوكرانيا لأي مكروه).
إن أمريكا ومن ورائها أوروبا يصبون الزيت على نار الأزمة ويعطلون الحلول السياسية ويغرقون أوكرانيا بالسلاح والإرهابيين والوعود التحريضية، ويخوضون مواجهة سياسية واقتصادية مباشرة مع روسيا ليس لنصرة الشعب الأوكراني وإنما لإغراق دول العالم قاطبة بمشكلات قد تصعب السيطرة على تبعاتها على المدى المنظور..
وهم بذلك لا يحاربون روسيا فقط وإنما يحاربون العالم أجمع ويراهنون على اقتصاداتهم التي قد تصمد أكثر من اقتصادات غيرهم ولو لحين.. وهذا لعب بالنار سيحرق أيديهم في نهاية المطاف.