هل العالم أمام مرحلة جديدة ؟؟!!

هل صحيح أن العالم اليوم يعيش كتاب التاريخ بشكل حي ؟ من جهة الصراع الروسي مع حلف شمال الأطلسي، و من جهة أخرى مفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، الصراع الأول إما أن يتحول إلى حرب مدمرة ، وإما إلى اتفاق يعترف بقوة روسيا و نفوذها مع حليفتها الصين ضمناً، و يلغي هيمنة القطب الواحد، و الصراع الثاني في حال الوصول إلى اتفاق، فهو سيتضمن حكماً الاعتراف بدور و قوة إيران النووية في المجال السلمي، و كلاهما الصراع الروسي الأطلسي و التدافع السياسي بين الغرب و إيران حول النووي يضعان العالم على بوابة مرحلة جديدة ، إما أن يكون الاستقرار و الأمان أو الحرب و الدمار .
بالنسبة للصراع الروسي مع الحلف الأطلسي بقيادة أميركا-إن عبر إلى الحرب- سيؤدي حتماً إلى تدمير أوروبا و سترتد ارتداداته إلى العالم كله، و برغم تبعية حكومات أوروبا لأميركا المحرضة على الحرب إلا أنهم بدؤوا يحسون حقيقة استخدام الإدارة الأميركية لأمنهم و استقرارهم و ازدهارهم ، في حرب ضد روسيا ، حرب ستردهم إلى مراحل متأخرة من التطور و الأمن و الحياة و هذا ما يفسر تمايز ألمانيا عن الاندفاع الأميركي ضد روسيا حتى في موضوع العقوبات، حيث قال وزير المالية الألماني: إن قطع روسيا إمدادات الغاز رداً على العقوبات الأطلسية سيدمر الاقتصاد الألماني، كل ذلك يجعل أوروبا عامل دفع إلى الاتفاق مع روسيا و الاعتراف بدورها و قوتها و نفوذها، و في النظرة البعيدة فإن تعدد الأقطاب الحاكمة للعالم مصلحة أوروبية كما هي مصلحة لأمن و استقرار العالم كله، و لا نعرف إن كانت أوروبا ستنجح في اعتماد الاتفاق بديلاً عن الحرب التي تريدها أميركا .
أما ما يتعلق بالوصول إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني فإن في ذلك اعترافاً غربياً بحق و قدرة إيران على استخدام الطاقة النووية في المجال السلمي كما أنه سيرفع العقوبات عن طهران ما يعيد لها نشاطها الاقتصادي الطبيعي الذي سينعش الحياة الإيرانية المعيشية و الاقتصادية و العسكرية و العلمية و هذا ما سينعكس قوة و حيوية لإيران و حلفائها وخاصة دول محور المقاومة و منها طبعاً سورية، كما سيعزز هذا الوضع من قوة النفوذ الإيراني في المنطقة كعامل إقليمي أساسي و فاعل و محفز لدول المنطقة للتفاعل معها بما يرسخ أمن و استقرار منطقتنا بعيداً عن التهويل الإسرائيلي و نزوعه الساعي لتكريس الاحتلال العنصري حاكماً للمنطقة .
اعتراف الغرب بدور روسيا من المنطقي أن يؤدي إلى توازن في القوى الدولية المؤثرة على ترسيخ استقرار العالم كما أن اعتراف الغرب بحق إيران النووي و رفع العقوبات عنها من المنطقي أن يطلق مسار التوازن بين القوى الإقليمية و خاصة التوازن في التعامل العربي الإيراني بدل التناحر و الصراع اللذين تدفع لهما«إسرائيل».
بالفعل , العالم و المنطقة يعيشان كتاب التاريخ بشكل حي تاريخ المأمول منه أن يكتب مرحلة جديدة , أساسها التعاون و التفاعل على أرضية الاعتراف بحقوق و قوة كل طرف من الأطراف و إلا فالعالم و المنطقة أمام مرحلة حروب موجعة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
هل هي مصادفة أم أعمال مخطط لها بدقة «عائلة سيمبسون».. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس تطوير روبوتات لإيصال الأدوية عبر التسلل إلى دفاعات الجسم المكتبة الأهلية في قرية الجروية.. منارة ثقافية في ريف طرطوس بمبادرة أهلية الأسئلة تدور.. بين الدعم السلعي والدعم النقدي هل تفقد زراعة القمح الإستراتيجية مكانتها؟ نقص «اليود» في الجسم ينطوي على مخاطر كبيرة يُخرِج منظومة التحكيم المحلي من مصيدة المماطلة الشكلية ويفعِّل دور النظام القضائي الخاص.. التحكيم التجاري الدولي وسيلة للاندماج في الاقتصاد العالمي التطبيق بداية العام القادم.. قرار بتشغيل خريجي كليات ومعاهد السياحة في المنشآت السياحية أكثر من مليار شخص يعيشون مع شكل من أشكال الإعاقة.. سورية اعتبرتها قضية وطنية وأقرّت خطتها في هذا المضمار بأربعة محاور استراتيجية أعطى العديد من المزايا لأصحاب الإعاقة ولذويهم.. المرسوم رقم 19 نقل النهج من التعاطف معهم إلى منحهم حقوقاً مشروعة لاعبو أنديتنا المحترفة غير راضين عن قيمة عقودهم... والسبب!