قالت لنا إحدى الصديقات الرسّامات بعد جلسة نقاشٍ صاخبة عن أوضاعنا المعيشية: “أعتقد أننا يجب أن نعيش في فقاعة من الألوان القزحيّة التي تجعلنا نسبح على غيمات الطمأنينة كما كانت تفعل “هايدي” مع صديقها “بيتر” في برنامج الأطفال الشهير، فيما رمتنا صديقةٌ ثانية بنصيحة “بتسوى جمل محمّل بالنفائس” وقالت: “عليكم بالموسيقا أيها الأصدقاء الأشاوس وبذلك لا نضطر لسماع “بعض التصريحات و الوعود”، فيما قال صديقنا المتجهّم: “ليتهم يخترعون بدلاً من “مضادات الاكتئاب” حبوباً تدعى “أقراصَ التفاؤل” نتناول منها كل يوم صباحاً على الرّيق وحين يأتي الليل ننامُ بابتساماتٍ عريضة وأحلام هانئة”، وأطلعَنَا صديقُنا المغتربُ بضحكةٍ مُجلجِلة أنه في “كوكب اليابان” لديهم طريقة فريدة للتخلص من التوتر، إذ يمكننا الدخول بكامل أناقتنا إلى غرف مخصصة لتفريغ الشحنات السلبية ونبدأ بتكسير الطاولات والصحون و”فازات” الورود المرتبة على الأرفف…وكلما زدنا “المبلغ المدفوع” ، سمحوا لنا بتكسير ما نشاء، بل وهناك غرف مخصصة للصراخ والشتائم من دون خجل أو خوف !، فيما صديقةٌ تعملُ مدرّبة رقص اقترحت فكرةَ السباحة؛ فللماء قدرة عجيبة على امتصاص الإحباط والخيبات وأكملت: لكن على اعتبار أنه لم يبقَ لنا مسابح يمكننا اللجوء إليها لذلك أنصحكم بـ”طنجرة” ماء ساخن أضيفوا إليها ملعقتين ملح صخريّ مع نقطتي زيت زيتون… ضعوا أقدامكم فيها، وابتهجوا بالأوهام والخيالات اللذيذة!
في محاولةٍ جادّة منّي، ومن وحي عيد الفالنتاين و”كيوبيد” المُجنّح مع قوسِه وسهام الحبّ التي يرشقها على قلوب العشّاق المجانين فيصيبهم باللوعة والتشوّق واللهفة… قلتُ: يا جماعة…ماذا عن الحب؟!، لِما لَمْ يفكّر أحدُكم به؟، أليس حلاً لكلّ ما نعانيه؟ ألا يُخفف الاكتئاب كالموسيقا، ويمتصّ خطايانا كإسفنجة سحرية، ويمسِّدُ أرواحنا وأجسامنا كماءٍ دافيء، ويجعلنا نتخفّف من قلقنا المُزمِنِ كلمسةٍ حنونٍ مِن يدِ مَنْ نحبّ؟!… فنظروا جميعاً نحوي بابتسامةٍ ملغَزةٍ وغنّوا لي بصوتٍ مبتهج وتصفيق و”زلاغيط”: الحبّ الحبّ، كلّو على بعضو، ما بشيلو من أرضو، لولا وجودك إنت، القلب القلب، بُكره واللي بعدو، واللّي بعد بعدو، بيبقى إلك إنتْ”!