لقطات
1
عيد إذاعة دمشق الماسي، يعد عيداً لكل مستمع لها في طفولته حتى لو لم يكن بعمرها، فـعقبى “75 ” سنة جديدة من الحصانة لكل مستمعيها من الغناء الرث، إذ كانت المياه أيضاً للشتلة التي زرعتها فينا عن أصول الغناء الجميل، فهذبت أسماعنا وحصنتنا وجعلتنا نعرف المستوى الإبداعي الموسيقي “الغنائي، والقوالب الآلية” التي يسمو الإنسان بها، فإن كنا نصفو لـ”كاسيت” هنا و”قرص مضغوط” هناك، ونسعى لهذا المهرجان أو ذاك، فالفضل لهذه الإذاعة ومن عمل فيها، سواء كان فنياً أم مبدعاً موسيقياً، فتحية لهم جميعاً بعيدهم وعيدنا وعيد الإذاعة في آن معاً.
2
يعتبر رحيل د. سيد القمني يوم أمس، خسارة كبيرة للفكر التنويري العربي، وفق تعبير الباحث والمفكر العراقي خزعل الماجدي، الذي هو في نظره مفكر حارب الكذب والتطرف والإرهاب والنفاق الديني، وكان صريحاً شجاعاً، سجلت أغلب كتبه جدالاً خصباً جديداً في الحياة الفكرية والدينية للشعوب القديمة والوسيطة، لكن هذا الرحيل كما رحيل قامات سبقته في حقول إبداعية أخرى، عليها الاختلاف بصيغة ما، ما إن يحصل حتى يبدأ سيل الشتائم من فريق جاهل بكل شيء، مع أن المنطق الذي – على ما يبدو- لن نصل إليه، يقتضي أن تفند آراؤه وأفكاره ويرد عليها بالحجج والأفكار لا بالشتائم، بل أن نحترم الموت الذي هو مآلنا جميعاً.
3
غالباً ما ينفي نجم/ة أي مسلسل مسؤوليته/ها عن الضعف الدرامي والفكري للعمل الذي يؤدي بطولته، إن تعرّض المسلسل للنقد، مع أن هذا ليس منطقياً، فنجاحه/ها لا يرتكز فقط على قدراتهما الأدائية واستعراض مهارتهما، بل يرتكز أيضاً على منطق الشخصية التي يجسدانها من جهة أفعالها وردود أفعالها. فعندما تعاني الشخصية خللاً في ذلك، من قبل من كتبها، ويزيد من أخرجها الطين بلّة، من دون أن يعترض الممثل النجم أو الممثلة النجمة، فهذا اسمه تملّص من المسؤولية. ولو أردنا أن نعطي مثالاً فنقول أفعال شخصية “ليلى” في مسلسل “عالحد” التي جسدتها الممثلة سلافة معمار، خير مثال على مسؤوليتها عما شهدناه من لا منطقية في أفعال شخصيتها، ومسؤوليتها بالقدر الذي تعترض هي وغيرها على صغر مساحة أدوارهم في أي مسلسل يعتذرون عن المشاركة فيه.