قوة المعرفة الوطنية

أهم ما تطرحه مفاوضات فيينا حول البرنامج النووي ، المكانة التي حققتها طهران في العالم ، حيث نجدها تجلس مقابل الدول الخمس العظمى زائد ألمانيا التي لا تقل عظمة عنهم ، و السر وراء هذه المكانة الإيرانية في الجوهر ، هو ( المعرفة العلمية ) في المجال النووي ، حيث وصلت الخبرات العلمية الإيرانية إلى امتلاك القدرة على تطوير برنامجها النووي ليلبي كل متطلبات الدولة من ناحية الطاقة النووية في المجالات السلمية ، و لأن المعرفة مهارة إنسانية , ساكنة العقول الإنسانية الخبيرة ، فإنه لا قوة في العالم تستطيع أن تلغيها ، و هذا ما اكتشفه , و اعترف به أحد أهم مساعدي الرئيس أوباما أيام إنجاز اتفاق العام 2015 حول البرنامج النووي الإيراني . وليم بيرنز ، و الذي يدير الآن المخابرات المركزية الأميركية ، حيث رد على من انتقد الاتفاق الدبلوماسي مع إيران داعياً إلى قصف البرنامج النووي الإيراني . و جاء رد بيرنز على هؤلاء يومها في مقال نشره في النيويورك حيث أوضح أنه « لا نستطيع قصف المعرفة » و قصف المنشآت ، لن ينهي القوة النووية الإيرانية ، لأنها مستندة إلى المعرفة العلمية الوطنية القادرة .
قوة المعرفة العلمية الوطنية جعلت إيران مطمئنة لقدرتها ، و واثقة من إمكاناتها في مواجهة أي محاولة غربية للتقليل من قدرتها ، و بذلك فإن إيران استطاعت تحقيق إنجازها النووي السلمي بواسطة الاعتماد على المعرفة العلمية الوطنية ، و أثبتت للجميع أن امتلاك قوة المعرفة , هو الأساس في تحقيق القوة في كل المجالات ؛ كل المجالات . و هذا ما يسجل للدولة الإيرانية التي وفرت كل الظروف اللازمة لتطوير المعرفة ، و الارتقاء بها في كل المجالات لتحقيق القدرة الوطنية القادرة على مواجهة كل التحديات ، و المخاطر التي تواجهها ، كما أن قوة المعرفة هي الطاقة التي يحتاجها التطور الصناعي و الزراعي و التكنولوجي في جميع المجالات .
إنها ( قوة المعرفة ) أساس النهوض و الارتقاء ، و جوهر القوة الوطنية، وما حققته إيران بالمعرفة من قوة ، يشكل أنموذجاً للاعتماد على القدرات البشرية الوطنية ، و توفير كل ما يلزمها لتتمكن من الإبداع و الابتكار المعرفي و العلمي ، و هذا أصل القوة ، و سبب المكانة و الهيبة .. إنها ( قوة المعرفة) ..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار