بعد صدور قائمة غير المدعومين، واكتشافي أن البعض من أصدقائي غادر البلد منذ أكثر من عام، قررت مقاطعتهم مقاطعة بائنة، لأنهم عمدوا إلى الخداع طوال عام من خلال تواصلنا على وسائل التواصل الاجتماعي.. وعلى اعتبار أن بطاقة ذكية بحجم بطاقة تكامل لا يمكن أن تكذب أو تخطئ خاصة بعد الترويج الحكومي الكبير للحظة الوصول إلى الأول من شباط موعد التنفيذ.. وإن إجراءات منقطعة النظير لعدم حدوث أي أخطاء يمكن أن تغافل صاحب القرار وتربك التنفيذ.
أما أصدقائي الذين خدعوني طوال عقود، على أنهم من بيئة كادحة وأنهم بالكاد أكملوا دراستهم لأسباب مادية، وأن أهلهم يعملون بالفلاحة والزراعة، والأعمال المجهدة لتأمين كفاف العائلة. هؤلاء اكتشفت أنهم تجار (أبّاً عن جد).. بل أعتقد أن بعض أجدادهم هو شهبندر التجار، لذلك أيضاً قررت مقاطعتهم وإلزامهم بالتعويض عن حجم الكذب الذي مورس بحقي .
أما تجار السيارات الذين خدعوني على أساس أنهم من بيئة كادحة أيضاً وأن السيارات التي يملكونها هي مثل سيارة أبو صلاح (بالطلعة يالله يا رجال وبالنزلة حطوا حجارة) بينما هم يملكون سيارات فارهة يمكن أن تقاس بالأمتار وعدد الأبواب والـ cc … وهؤلاء أيضاً لا يمكن أن ننسى كذبهم واستغباءنا.
لكن بعد أن قرأت تعليقات أصدقائي، واستهجانهم للخطأ الذي وقعت فيه البطاقة الذكية وتأكيدهم أنهم لم يغادروا البلد نهائياً، وأنهم مازالوا ينعمون بالراحة والطمأنينة واستنشاق هواء الوطن، يراجعون صالات السورية للتجارة ويشترون المواد المدعومة بالبطاقة الذكية ويحصلون على الغاز والمازوت أيضاً بالبطاقة الذكية، فكيف يأتي من (قلب هذه البطاقة) أن تغفل ذلك وتحرم هؤلاء الأشخاص من الدعم الحكومي، وهذا يستوجب إعادة النظر بهذا القرار وعدم ظلمهم. أما جماعة شهبندر التجار فأقسموا أنهم لا يملكون سجلاً تجارياً لديهم ولا صناعياً وبالتالي فإن إدراجهم ضمن هذا الشريحة محاولة للتشويش على تاريخهم النضالي .
بالمحصلة، الجميع يستغرب أن بطاقة ذكية جداً من إنتاج «تكامل»، يمكن أن تخطئ أو تظلم.. المهم… أنا مدعوم .!