صبّوا شاي!

ثمّة أناسٌ ترسلهم لك العناية الإلهية فيكونون مثل يدٍ حنونٍ دافئةٍ في هذا الشتاء الداكن، أو مثل هدية مفاجئة تجعلُ الفرحَ يورقُ في عتمة روحك، وثمّة تفاصيل ناعمة وأفعالٌ بسيطةٌ تجعلُ مياه الأرواح تتلاقى، بل تجعلك نهراً دافقاً يروي عطاشَ الناس والأماكن.
هل يعني ذلك أنّ المسألة فيها من «الكاريزما» المهداة من الكون والمزروعة في الوجوه كما لو أنها نسغُها الأبديّ، أم هي قدرة العقل الفذّ على مقارعة خيبات التفكير المُرهِقِ بأن يستسلمَ طواعيةً لسلامِ التلقائية وطمأنينة اليقين، أم هو التعاشق والتمازج الهارموني بين تموجات الروح وذبذبات العقل بقيادة مايسترو يدعى: الحبّ؟!
أقول ذلك كلما اصطدمت بأشخاص سلبيين تتآكلهم الطاقة التشاؤميّة بعكس أولئك الذين ذكرتهم في البداية، أناسٌ مستفزّون بشكلٍ مُكربٍ يبعثون الهمَّ والغمَّ والتوتر لمن حولهم لكثرة ما يتذمّرون ويندبون من دون أن يبادروا لفعل ما ينقذ أرواحهم وأرواح من يتقاسمون معهم العيشَ في البيت أو العمل أو البلد.
لكنني أتذكر أيضاً زميلاً قديماً تجري في جيناته سهولُ البساطة ومياهُها رغم كوارثه وفقره، أتذكر كيفَ كان يخترع فرحاً صغيراً جداً على شكل إبريق شاي وهو يضع حفناتٍ من السّكّر فيه حتى يصبحَ كما لو أنه «قَطْر عوّامة»، ثم يغلي الشاي ليصبحَ «تشاياً»، بإدغام التاء ودمجها مع الشين، يغليه مراراً حتى يتحول إلى خلطةٍ عجائبية معتّقة ومخمّرة، ثم يرفع بشغفِ المُحبّ كأسه مفاخراً بها وهو يقول لي: «هذا هو سرّ الحياة السعيدة.. صبّ شاي يا عمّي!».. لذلك صبّوا شاياً يا أحبّة.. وابتهجوا بما صنعتم.. بصحتكُنْ!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
التنبؤ بالسرطان قبل 7 سنوات من ظهوره العقبة البارانويانية.. حين يصبح الكوجيطو في خدمة المُلاوغة المقداد في الاجتماع الوزاري العربي– الصيني: الشراكة العربية- الصينية نابعة من واقع متماثل ولابد من فتح آفاق جديدة لرفع مستوى التعاون ٩٠٠٠ طن شعير استلمتها «الأعلاف».. شباط: طلبنا تخصيصنا بصوامع للتغلب على مشكلة أكياس الخيش النعناع نبات فريد من نوعه.. اعرف فوائده وأضراره مع الاهتمام الكبير بالشهادات في بلدنا.. هل يكفي التحصيل العلمي لتأمين فرصة عمل مناسبة؟ أشجار الغار والزعرور والبطم مهددة بالانقراض.. فهل يعيدها مركز بحوث الغاب كموروث لغاباتنا الحراجية؟ طلبات الاستعلام الائتماني زادت ٩٥٪ مع تزايد الإقبال على القروض .. «المركزي»: صدور نتيجة الاستعلام خلال ٢١ يوم عمل الفتوة يجمع المجد من طرفيه... الآلاف من جماهير دير الزور تستقبل أزرقها بطل الدوري والكأس 50 خبيراً أممياً يطالبون بموقف دولي حاسم لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة