متى سيُنصَفُ الصحفيون؟
دائماً ما يكتبون عن أوجاع المواطنين وينقلون همومهم بكل مصداقية وأمانة، ودائماً ما تأتي التأكيدات على دورهم الفاعل في التركيز على النقاط الإيجابية لأي قرار لتعزيزها والنقاط السلبية ومكامن الخلل لتلافيها، وهذه التأكيدات كانت ولا تزال حاضرة وباستمرار في كل لقاء مع الجهات المعنية وبأنهم صلة الوصل بين المواطن وتلك الجهات، إلا أن كل ذلك لم يشفع لهم ولم تقدّر جهودهم.!
للأسف هذا هو واقع الصحفيين، وما يستغرب فعلاً أنهم يعرضون هموم غيرهم وتلقى الاستجابة بينما همومهم يتم “تطنيشها” من أصحاب القرار! إذ لا تزال إلى اليوم مطالبهم القديمة الحديثة عالقة من دون حل، مع أنها حق لهم، فهم يبذلون جهوداً مضاعفة في الحصول على المعلومة وإيصالها متحملين كل المعوقات التي تعترض عملهم وعدم التجاوب معهم في أغلب الأحيان، عدا عن جهدهم الفكري.
اليوم يعمل الصحفي في ظروف مادية صعبة إن كان لناحية مستلزمات وتقنيات العمل التي يتحملها على حسابه، أو بتكلفة التنقل وصعوبته، يضاف لذلك الاضطرار إلى الانتظار ربما لأيام حتى يلقى الرد على استفساراته لإنجاز ما هو مكلف به.
والمضحك المبكي أن ما يحصل عليه من مردود مادي قد لا يعادل نصف ما دفعه، وما يؤسف فعلاً أنه يتم التمييز بين الصحفيين في المؤسسات الإعلامية، علماً أنهم يقومون بالعمل نفسه، فعل يعقل ألا يتجاوز سقف استكتاب الصحفي في مؤسسته مبلغ الـ٢٧ ألف ليرة ولا يقبضها كاملة بل تختصر لحدود الـ ٢١ ألف ليرة بعد حذف نسبة الـ٢٠٪ منها مهما كانت سنوات خبرته، بينما يتقاضى زميله في مؤسسة إعلامية أخرى ما يقارب مئة ألف ليرة أو أكثر وربما يكون مبتدئاً في العمل؟ ترى أليس ذلك معيباً ومحبطاً؟
في الفترة القريبة الفائتة تفاءل الصحفيون خيراً بعد أن أطربتهم بعض الوعود بالنظر في هذا الموضوع، إلا أنهم لم ينتظروا كثيراً حتى جاءت التأكيدات بأنه لا تغيير على تعويض استكتابهم ولا تجاوب مع مطالبهم حتى اللحظة.
فهل سينتظرون إنصافهم ومعاملتهم بالمثل مع بقية زملائهم في المهنة أم سيبقون كمن ينطبق عليه المثل “الاسكافي حافي والحايك عريان”؟