لا تضحكوا..!

عتلت ( كالوناً) فارغاً واتجهت إلى سادكوب ( متسلحاً) بعلاقتي الطيبة مع مدير الفرع في طرطوس و بعشرة آلاف ليرة في جيبي حسبتها تكفي ثمناً للكالون وهو يحتوي عشرين ليتراً.
فقد أتت العاصفة التي ضربت البلاد مؤخراً على حصتي من الحكومة ولأنها ( حنونة ) فقد استشعرت الخطر الذي قد يحيق بمواطنيها لذلك قررت وفي سرعة البرق منح عطلة لمدة أسبوع وحاولت إعطاء الكثير من الكهرباء، لكن الوضع حال دون تطبيق قرارات الحكومة، فقررت أيضاً إعطاء 50 ليتراً كدفعة ثانية من مازوت التدفئة.
المهم لم يقصر صديقنا في إعطاء التعليمات للموظفين ( ليغدقوا ) 20 ليتراً في الكالون .. وعندما أعطيت الموظف عشرة آلاف ليرة ثمناً للكمية ، ضحك حتى بانت أنيابه قائلاً: كلك مفهومية سعر الليتر 1700 ليرة ، أي إن سعر هذه الكمية هو 34 ألف ليرة، وبعد مقارنة سريعة بين لسعات البرد لي ولعائلتي وبعد ( تمحيص ) سريع لوضع الكهرباء الذي لا يبشر بالخير، خاصة بعد حالة ( نتر ) كبيرة تجاوزت فيها شدة الكهرباء 220 فولت أخرجت ( الدفاية ) الوحيدة في منزلي نهائياً من الخدمة… وجدت نفسي أسرع إلى استدانة بقية المبلغ من صديق كان موجوداً بالصدفة في نفس المكان وسلمته إلى الموظف حتى لا يعتقد أنني غيرت رأيي ويحجب الكمية عني.
عتلت مرة أخرى الكالون محشواً بالمازوت، مع ابتسامة عريضة حاولت أن أعبر من خلالها لعائلتي، أن لا خوف من البرد طالما أن الليتر ( تبع ) 1700 ممكن الحصول عليه حتى يحين و( تحن ) البطاقة بالخمسين ليتراً الأخرى، وبلا منية الكهرباء و قواطعها الترددية.
وعلى ذكر القاطع، غابت الكهرباء عن الحي الذي أقطن به يوماً كاملاً كانت حصتنا فيه ساعتين بعيون الشيطان. وسبب هذا الغياب أن القاطع في المحولة المغذية كان ( نازل ) حسب جماعة الكهرباء، ولم يعرفوا أين العطل إلا بعد جهد جهيد .. أما المضحك .. إنهم قاموا بتعويض التغذية .. لكن لحي آخر .. لا تضحكوا.. أي؟!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار