قبل نهاية السنة الماضية بيومين على التمام والكمال استلمت 50 ليتراً من المازوت، حصتي لهذا الشتاء كما حددتها الحكومة أطال الله بعمرها، ولأن الطقس طوال الأيام الماضية كان مناسباً للحياة في الساحل من دون تدفئة فقد اتخذت قراراً مصيرياً يقضي بعدم إشعال «الصوبيا» نهائياً إلا بعلمي ومعرفتي وموافقتي وتحت طائلة المسؤولية, أما في التعليمات التنفيذية لقرار التشغيل، والذي بدا صادماً لأهل بيتي، هو المدة التي تم تحديدها للتشغيل.. أي التدفئة، ثلاث ساعات مسائية فقط ومعايرة التنقيط، أي نقطة واحدة كل ثلاث ثوان.. وهنا استخدمت علوم الحساب والرياضيات برغم جهلي المزمن بهما.
لكن إرادة البقاء حتمت علي الفهم في هذه العلوم لأحتفظ بأكثر كمية ممكنة من المازوت, وبأقل قدر من التدفئة، بحيث ألغي نهائياً احتمال التجمد من شدة الصقيع والبرد.. أي باختصار «لا يموت الديب ولا يفنى الغنم».
منذ الأحد الماضي بدأت درجات الحرارة بالانخفاض بشكل كبير جداً، ما دفعني إلى تعديل القرار بحيث أصبحت نقطتين كل ثلاث ثوانٍ، وهذا قد يهدد مخزوني الإستراتيجي من المازوت، حيث إنني قد أكون مضطراً لأستدين كميات إضافية من «سادكوب» من حصة الشتاء القادم في سابقة هي الأولى على الإطلاق.. وهذا اختلاق لنموذج جديد.. ومهمة إضافية للاستدانة على البطاقة مع يقيني أنه قد تمت برمجتها على مبدأ «الدين ممنوع والعتب مرفوع والرزق على الله» لكن الحاجة هي أمّ الاختراع.
وما يدفعني للخوف على المخزون أكثر هو ما تبشرنا به الأرصاد الجوية حول انخفاض أكثر بدرجات الحرارة، وثلوج قد تصل إلى أطراف شط البحر, حينها قد أكون مضطراً أكثر لصرف كامل الخمسين ليتراً في أيام قليلة وأقضي بقية أيام الشتاء ملفوفاً بالبطانية (وخسى البرد) على أمل أن استلم 50 ليتراً إضافية كما يشيعون, وبلا اقتراحات تجلب النحس.. ووجع الرأس.