بعد أن بات الحديث عن المسابقة المركزية لملء شواغر في مؤسسات الدولة، وما يحكى عن أنه سيتم (تنجيح) 100 ألف طالب عمل ليصبحوا موظفين في الحكومة، ولكثرة العاطلين عن العمل من حملة الإجازات الجامعية ومن الراغبين الباحثين من الفئات الأخرى, ولكثرة ما يشاع ويتداول في أوساط الناس حول آلية إنجاز المسابقة والمواد التي ستدخل في الاختبار أكانت من صميم الاختصاص للمتقدم أو قوانين متخصصة لتنظيم العمل، مثل قانون العاملين الأساسي وغيره من القوانين الناظمة لإجراء المسابقات والاختبارات، ولأنه لم يصدر أي شيء حتى الآن، فقد بدأت المكتبات تعرض (نوطاً وأمالي) على طريقة السؤال والجواب, وبمبالغ كبيرة للنوطة تتراوح بين 8 و15 ألف ليرة, ولأن أغلبية الذين سيتقدمون إلى هذه المسابقة هم غرقى، سوف نرى الكثير من الازدحام على هذه المكتبات لتوزع لهم (قشة) النجاة، وجني أرباح هائلة منهم على سبيل «السلبطة» واللعب بعواطف هؤلاء الناس.
يتحدث جماعة التنمية الإدارية عن أسئلة تتعلق بالذكاء العاطفي فأي نوطة من تلك التي تباع في المكتبات سوف تحمل أي دلالة لتوضيح هذا المصطلح؟ وكيف للمتقدم أن يميزها من غيرها؟ وهذا يعني أيضاً أن أي نوطة تحمل شيئاً من تلك الأسئلة، هي دلالة واضحة على دعم خفي لكتاب «النوط» من جهات لها علاقة بالمسابقة, لأنها تكون قد أعطت دلالات واضحة لتلك الأسئلة والإجابات وفي ظل غياب أي معلومات مؤكدة حول الأسئلة والمواد التي يجب أن تدخل في الاختبار يبقى أيضاً مصير آلاف المتعاقدين مع الجهات الحكومية منذ أعوام طويلة وهم ينظرون برجاء إلى تثبيتهم في الجهات التي يعملون بها, وتأتي هذه المسابقة من دون الإشارة إليهم أو إلى مصيرهم، هل ستوجد صيغة لتثبيتهم بموجب هذه المسابقة، أم سيتم الاستغناء عن خدماتهم؟ كل هذه الأسئلة وغيرها الكثير هي لسان حال المتعاقدين الذين ينوون التقدم إلى المسابقة، وبانتظار إطلالة من التنمية الإدارية للإجابة والتوضيح يرجى التكرم بمتابعة ما يباع في المكتبات، لأنها ليست لتعليم الطبخ بل وسيلة غِش لن تساعد في النجاح!.