هل تعلمون ماذا يحدث؟!

في كل عام نسطر في قلوبنا وعقولنا أمانينا أن تعود الحياة كما عرفناها, ومن هنا تبدأ التكهنات والتوقعات لعلّها تصدق, ويبدو أن محورها معيشة الناس وكيف يمكن حلّ معضلة الراتب مقابل كامل أيام الشهر وتلك هي المعادلة المستحيلة.!
في عام مضى كثرت الأحداث, وكل ما نتذكره الكثير من الأقوال والتصريحات, وبضعة وعود بتحسين مستوى الدخل والسيطرة على الغلاء والأسواق, وتأمين أبسط مقومات الخدمات مثل الكهرباء والمياه وشبكات الاتصالات التي باتت كالسلحفاة, ويبقى الواقع الأليم أن مشاكلنا يتم ترحيلها من عام لعام, أما الوعود فتبقى على حالها والمتغير الوحيد فيها أسماء أبطالها .!!
عام أتى؛ يرجو السوريون أن يكون عام خير لعلهم يدفنون الماضي المؤلم, ولربما تعود البسمة للشفاه المتعبة, والطمأنينة للقلوب التي أنهكتها الحاجة والفقر وقلة الحيلة, لكن مهلاً أليست أمانينا وأحلامنا متشابهة في كل عام، ألسنا محاصرين في لقمة عيشنا، أليس تجار الأزمة ومن يدعمهم وراء تزايد الفقر والفقراء؟.!
نعم؛ أحلامنا متشابهة لكن نتمنى أن تكون الثقة هي العنوان بين كل فقير ومن هو معني بلقمة عيشنا, وأن يكون الصدق شعار كل مسؤول بدلاً من اللعب على وتر الكلمات والعزف على لحن تمرير الوقت, ويكفي أن تكون المصارحة والمكاشفة هي النهج والطريق بدلاً من محاولات إقناع الناس« أن الأمور على خير ما يرام». !!
سنوات طويلة وفي كل يوم منها هناك ما يشبه الصدمة, سنوات طويلة واختناقات في المواد ولهيب في الأسعار تتزايد على مرِّ الساعات, من دون أن يعلم المواطن ماذا يحدث وكيف يحدث, بينما يدرك تماماً أن محاربة الفساد وتفعيل المحاسبة من الأمنيات , وأن العدالة في التقنين.. سيفها لا يزال مبتوراً. !!
لم يبقَ لدينا إلا ذلك الوطن الذي نحبّ ونعشق, وما نحتاجه الصبر والكثير من الصدق وإعادة الثقة, وبرغم الرغم سننذر لعامنا الجديد الشموع لعله يكون عام خير وبركة .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار