كنت أفكر بالاعتذار عن كتابة زاويتي في هذه الفسحة الغالية على قلبي لهذا الأسبوع، لأريح عقلي وتفكيري من تحمل الآثام، كما يعدّها البعض، خاصة إذا ما كان موضوعها، قصة فاسد أو محتال ومرتكب، نصاب مثلاً ينمو كالسرخس على رجل أعمال أو مهرّب أو بأي صفة يجمع المال, لكن عند معرفتي أنها الزاوية الأخيرة في هذا العام, وأنه من الممكن ألّا أتمكن من كتابة وإرسال زاوية -سواءً مكتوبة على الهاتف أو بخط اليد أو عبر الفاكس- بسبب انخفاض التغذية الكهربائية إلى 45 دقيقة، وهي مهددة بالانخفاض أكثر، غيرت رأيي وقلت: ضعها بين رؤوس الزوايا السابقة عسى أن تترك أثراً إيجابياً في نهاية هذا العام.
المهم، ولأن أهلي «الطراطسة» قلبهم كبير أعتقد أنهم سوف «يبلعوها» من دون زعل حتى لو وصل «زمان الوصل» إلى 30 دقيقة، خاصةً إذا ما علموا أن هذا العام يلملم نفسه إيذاناً بالرحيل، فهو بعد يومين بالتمام والكمال سيصبح من التاريخ كما غيره من السابقين.
ويسجل لهذا العام أن جهاز التلفزيون لم يتحول إلى ديكور والغسالة إلى أداة عرض المنظفات بأسمائها وألوان أغلفتها الزاهية, وإن كانت تلاحقها مؤسسة الإعلان بعملات يصعب تسديدها، والهاتف الخليوي إلى مذكرة أرقام وحمالة مفاتيح، وجهاز الفاكس إلى مزهرية… لكن قد يقوم العام القادم إلينا بعد يومين بفعل كل ذلك.
يعني أنني غير متفائل برغم أن العام الحاليّ يلملم كل المآسي التي عشناها فيه ليرميها معه في بطن هذا التاريخ, فقد حمل إلينا الكثير من الأوجاع التي عشناها نحن السوريين بسبب بعض القرارات التي نزلت على رقابنا كالحديد حملها معه وبين أيامه.
هذا العام الذي يولي لم يعمل بالمثل الشعبي الذي يقول: «يا رايح كتر ملايح», بل إنه مصرٌّ أن« ينتف» بنا حتى الرمق الأخير بحياته .. لذلك لا نستبعد صدور أي قرار يأخذ بطريقه «كام ليرة» من الترفيعة الأخيرة قبل أن نقبضها, كل ما يمكننا فعله هو أن نقوم في الساعة الثانية عشرة من ليل الجمعة – السبت برمي حجر أسود على «قفى» هذا العام الذي سينصرم.. مع يقيني أن السنة القادمة ليست أفضل!.