ضحك صديقي وهو يقود سيارته من دوار السعدي باتجاه الكراج الجديد، وهو يضع يده على الزمور.. سألته: لماذا تضحك؟
قال: انظر كيف يحتل الناس الشارع غير آبهين بالسيارات المسرعة ولا بالزمور، شاردين يعتقدون أنهم يملكون هذا الشارع..
قلت: معك حق، قد يكون بالهم مشغولاً إما بتأمين الخبز وإما يفكرون بالطبخ.. أو مثلي أنا يسرعون بعد أن وصلتهم رسالة «تكامل» تبشرهم باستلام أسطوانة الغاز، قال: أياً يكن، فلا يجوز أن يعرّضوا أنفسهم للخطر، ويعرضوا الآخرين للمساءلة لو وقع مكروه لا قدر الله.
و ماذا تقترح:
قال في مثل هذه الحالات، وبما أن أغلب الرصيف المخصص أصلاً للمشاة سيطرت عليه مكاتب السيارات والأكشاك و«طاولات المتة» و «الزهر» أيضاً ما يدفع الناس فعلاً للهروب من الرصيف إلى الشارع خاصة النساء والصبايا، أي بالناقص «تلطيشة» وأكمل: مثلاً رخصت البلدية لمكاتب السيارات موقفاً لسيارتين، لكن صاحب المكتب استولى على كل الرصيف.. يغسل السيارة بمياه الشرب.. ينظفها بالمكنسة الكهربائية من دون أي انتباه أو اهتمام للمارة الذي يهجرون الرصيف إلى الشارع، لذلك اقترح يا صديقي أن يتم تبادل الأدوار، أي يصبح الشارع للمشاة، والرصيف للسيارات، ففي هذه الحالة يبقى الناس في مأمن والسيارات « تطحبش » بعضها .. والبقاء للأقوى .. أي إن سيارات الدفع الرباعي الجديدة المتواجدة بكثرة بلوحات غير سورية ستقوم بتحطيم كل السيارات الأصغر منها، وفي هذه الحالة ستتدخل شرطة المرور للكشف وكتابة الضبوط، والبلدية لإزالة آثار الحوادث، « وبالمعية » طبعاً ستقوم بإعادة تنظيم المكاتب والإشغالات، حينها قد تستقيم العملية ويعود المشاة إلى الرصيف والسيارات إلى الشارع .. وننام بأمان..
قلت: هذه فكرة جهنمية لا يجوز بأي حال مجرد التفكير فيها، كيف ذلك؟ الشارع صمم للآليات في الأصل والرصيف للمشاة، هذا في كل دول العالم وليس في بلدنا أو مدينتنا فقط ..
قال: هذا صحيح .. لكن « اعربها إذا بتنعرب معك» .. هل يحدث في بقية المدن في دول العالم ما يحدث عندنا؟
ضحكت وأقسمت إنها ما «بتنعرب » معي.