ليس بالألوان وحدها تتشكّلُ اللوحات..
للإبداع أساليب مذهلة في مجال التشكيل والرسم عبر العصور، تقنيات غريبة ما انفك التشكيليون يستخدمونها لتقديم لوحاتٍ آسرة لا مثيل لها، فكانت الأزهار إحدى أدوات التشكيل الرقيق، الرمال البهية، غبار السيارات، وصولاً لأدواتٍ مروعة كرمادِ الموتى وحتى الدماء البشرية!
قهوة مرة
“التحدي الأهم كان تقديم الممتع والمقنع في آن معاً” هكذا استهل الفنان التشكيلي السوري “مؤيد ظريف كنعان” حديثه لـ”تشرين” حول طريقته الفريدة بالرسم بالقهوة.
“ما يستهويني في التشكيل بالقهوة، حالتي المزاجية العالية مستخدماً الملعقة بدل الريشة، مستمتعاً برشف قهوة أطلقت العنان لمخيلتي متعمقاً بسحر البن الذي حاولت تشكيله على الورق”، ولا يزال للقهوة حميمية خاصة، حيث طرح الفنان كنعان أفكاره معها ضمن أطر وعناوين خاصة لمتلقين شغوفين.
خضار وبيض
سعياً للنجاة من همّ البلاد والحروب المفروضة عليها وجَدَ الفنان التشكيلي الليبي “نجيب القمّودي” في محلات الخضار ضالته المنشودة، حيث اتخذت نظرته تجاه حبات الثمار المرصوفة شكلاً مختلفاً عما يراه البشر، يقول: “لا أدري لِم تحدق قشور البيض بوجوهٍ متمايزة؟” ليقوم القمّودي بعدها بتصميم فكرة لوحاته في مخيلته وتشكيلها فكرياً قبل البدء بتطبيقها في الواقع.
وأشار القمودي متحدثاً عن تجربته لـ”تشرين” إلى شغفه اللامتناهي بكل غريب بالقول: “أحب التميز برسوماتي عبر الرسم بالماء أو بعشبة الشاي الأحمر أو بالمسامير مع إضافة الصلصال، أما طموحي في المستقبل فهو تصميم رسوم كرتون بالستوب موشن”.
خيوط العنكبوت
خيوط العنكبوت رمز الظلام واليأس، المخبأة في الزوايا المظلمة المنعزلة المنسية، لفتت انتباه «أيا ميبريشفيللي» الرسامة الجورجية لتمسي أول من ابتدع شكلاً فريداً من الرسم المتآلف مع هذه البيوت الواهنة الغامضة، وشكلتها بلوحات متمايزة خلابة لخلق الجمال والنور والإلهام.
لوحات تدور بمعظمها حول موضوعات إنسانية تجسد انتصار الحب على الحقد والنور على الظلام، بدأت ميبريشفيللي مسيرتها الفنية عام 1995 عندما كانت تنظف غرفة طفولتها حيث لاحظت خيوط العنكبوت في الزاوية فجمعتها، لتقدم لوحتها الأولى «سجين مأسور الجمال»، ولادة فكرتها وبداية لشكل فني جديد.
نملٌ ميّت
موهبة أتقنها الفنان باسم كريس ترومان، مستخدماً وسيلة غريبة غير معتادة في الرسم ليضم للوحاته لوحة ضمت 200 ألف نملة، يظهر أخاه فيها ممسكاً ببندقية، قدم لوحةً وصلت العروض المقدمة لشرائها إلى 35 ألف دولار أمريكي، اضطر ترومان للتوقف عن إعداد اللوحة لمراتٍ من جراء وخز ضميره لقتل النمل من أجل عمل فني: “استغرق إعدادها عدة سنوات، ليس بسبب العمل ولكن لأني شعرت في مرحلة معينة بأن قتل النمل أمر رديء”.