سورية والاستقطاب الرياضي

الرهان على النجاح والتميز بمختلف أشكاله وخاصة الرياضي منه يتأتى أولاً من الثقة بما نملك من إمكانات وخبرات وما لدينا من تجارب ونجاحات سابقة تدعم هذا التوجه وتعززه وكذلك بما يتوافر من أرضية ومناخ مناسبين لاستقطاب واستحضار الفرق الرياضية للتنافس وإجراء البطولات والفعاليات المنوعة، وما مدى قدرتنا على تقديم كل أنواع الاحتياجات من خدمات تنظيمية وإدارية بإطار حضاري وعلمي يخدم طبيعة الفعالية الرياضية المقامة، وما الخطوة الإيجابية المهمة للقيادة الرياضية باستضافة البطولة الآسيوية للشطرنج للمخضرمين مؤخراً وبعد انقطاع لأعوام إلاّ ترجمة لهذه الثقافة وإيماناً منها بأن قدراتنا الذاتية على استقبال الوفود الرياضية كبيرة وخبرات لاعبينا لاتزال جاهزة وقادرة على دخول الدائرة الرياضية العالمية من جديد بعد فترة غياب، وإن الفرصة سانحة الآن بهذه البطولة ومن البوابة الآسيوية، فالنتائج الإيجابية للاعبين السوريين أثبتت صحة هذه الخطوة وعكست مدى تطور مستواهم الفني وإحرازهم العديد من الألقاب الرياضية الشطرنجية، وإنهم كما كانوا حاضرين ومميزين في المنافسات البطولية على المنصات الإلكترونية هم كذلك أقوياء بالمنافسات وجهاً لوجه، وبقدر ما كان لهذه البطولة الآسيوية للشطرنج للمخضرمين من أهمية رياضية تمثلت في العديد من النتائج الإيجابية المتعلقة بهذه اللعبة كان هناك جانب آخر لا يقلّ أهمية عن هذه المنافسات بين هؤلاء الأبطال وهو إعادة أجواء الطمأنينة والراحة النفسية على مدار أيام البطولة وما نتج عنها من إقامة علاقات صداقة جديدة بين اللاعبين واسترجاع ذكريات ومعارف قديمة بينهم ما أضفى إحساساً بالكثير من الألفة والمتعة والتعبير عن الرضا والتقدير للقائمين على هذه الفعالية الرياضية، نتمنى أن تكون هذه الصورة الجميلة لبلدنا الحبيب سورية قد انطبعت في أذهان الوفود الرياضية المشاركة في هذه البطولة لأنها الصورة الحقيقية والصحيحة والمعبرة عن إرادة شعب يحب الحياة ويسعى لتطويرها بجميع جوانبها ومنها الرياضية، ونأمل أن تكون هذه الاستضافة لهذه الدورة هي فاتحة خير وعودة حقيقية للرياضة السورية لتأخذ دورها المميز كما كانت عليه في الساحة الرياضية الدولية فاعلة وحاضرة وأيقونة البطولات .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار