أدب الأطفال وخيارات تجديد المخيلة!

صياغة المخيلة والفكر عبر الأدب ليست فكرة جديدة، لكن التجديد فيها مطلوب وضروري من أجل مواكبة تطور الأجيال واختلاف الذائقة التي تتبدل مع مرور الزمن، فما دام الأدب يتطور وتختلف أدواته وتتعدد أساليبه، فإن ذهنية المتلقي تختلف، حيث لابد من حضور هذا الاختلاف والتطور في المناهج التربوية التي تأتي في رأس قائمة الموكل إليها مهمة تربية الذهن.
آباء وأجداد اليوم يرددون أشعار سليمان العيسى ومحمود درويش وسميح القاسم وكل النصوص المتعلقة بالقضية الفلسطينية التي حرصت المناهج التعليمية على التذكير بها كجزء من المهمة الوطنية، وهذا أمر طبيعي وضروري من أجل ترسيخ المبادئ في الذاكرة والشخصية منذ سنوات الطفولة الأولى، لكن في الفترات اللاحقة التي تطور فيها الأدب، وباتت هناك نصوص جديدة تناولت الموضوع نفسه أو تطرقت إلى موضوعات جديدة لم تكن موجودة في السابق، كان لابد من إدراجها في المناهج بهدف المواكبة وعدم البطء، وكي لا يصبح الفاصل كبيراً بين المخيلة الطفلية التي تطورت والنصوص التي يتم تدريسها والتي لم تتطور بشكل موازٍ!.
لقد مضى وقت طويل وكان الكثيرون يستسهلون دروس الموسيقا والرسم مثلاً، مع أن المواد تعدّ في رأس قائمة المؤثرات في ذهنية الجيل وهي قادرة على نقل الأفكار بشكل غير مباشر بعيداً عن الوعظ والإرشاد اللذين يملّ منهما الطفل والشاب بسبب طريقة الإملاء التي يعتمدها، لكن هذا النوع من المواد الفنية لم يكن يُعطى العناية الكافية، وكان يعامل كحصة فراغ في المدرسة، يضاف إلى ذلك قلة المعدات والأدوات التي تسمح للأساتذة بإيصال الأفكار وإنجاز مهمة الدرس على خير ما يرام.
أدب الأطفال يأخذ دوراً مهماً من دون شك في كل هذا، والكل يعرف مدى التأثير الذي تركته قصص غسان كنفاني في نفوس وشخصيات الأطفال الذين يتذكرونها حتى اليوم بعد أن أصبحوا آباءً، فالأدب يحمل الأفكار ويقدمها ويجعلها جزءاً من الشخصية التي تتبناها بشكل طوعي بحيث لا ينفر الطالب أو يشعر بالقسر على تبني فكرة ما.. إنها ضربة في العمق كما يسميها خبراء التربية حيث تقدم الفكرة في قالب حكائي عبر شخصيات تتولى مهمة تدريب المخيلة وصياغتها بالشكل الذي يربطها بالقضية ويقوي علاقتها بالجذور.
ويمكن أن تتضمن كتب الأدب فصلاً عن «أدب المبدعين الشباب» مثلاً، كذلك الأمر بالنسبة لموضوعات تطور المدارس الأدبية وظهور أنماط جديدة من الكتابة الشعرية والمسرحية والقصصية، فالاقتصار على أسماء مكرسة ومحددة دائماً لا يعدّ ناجحاً في موضوع التربية، لأن تنويع الخيارات لا يدل على موضوع مواكبة تطور الفنون وحسب بل يضمن إحداث التأثير في المخيلة والفكر بشكل أكبر.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟