اتفاقية رياضية بنكهة إنسانية

تقدير أهمية العطاء والتضحيات ينبع من القلب والوجدان وعندما تكون الضمائر حية يكون الاعتراف بالفضل وإظهاره صادقاً وحقيقياً ، فالدعم والرعاية الكبيرة التي يتلقاها جرحى وطننا الحبيب سورية الذين تحدوا الموت في سبيل الوطن وسيادته فكتبت لهم الحياة ليكونوا شهوداً على النصر والعزة لهذا الوطن، أما جروحهم وإصاباتهم فستبقى النياشين والميداليات التي تزين صدورهم ودنيانا ورمزاً ودليلاً ومثالاً حياً لسمو التضحية وحجم العطاء، فمشروع «جريح وطن» هو الإطار الأخلاقي الجامع لتلك النوايا الصادقة والأيادي البيضاء والقلوب الرحيمة المملوءة بالإنسانية، هذا المشروع الذي يدعم ويساند هذه الهامات العظيمة ويبحث دائماً عن الفرص والمناخ الملائم والمناسب الذي يساعدها على متابعة حياتها الطبيعية بيننا بكل عزة وفخار لأنهم كما وصفتهم سيدة الياسمين السيدة الأولى أسماء الأسد في دورة ألعاب جريح الوطن الرياضية الأولى ” بأن الجريح ليس رفيق لحظة أو ساعة أو يوم بل هو رفيق درب وبالتالي فإن الجريح لن يسير وحده “، لذلك كان الاهتمام كبيراً ومستمراً بهذه الشريحة، وما الاتفاقية الأخيرة التي وقّعها مشروع جريح وطن مع الاتحاد الرياضي العام للتعاون المشترك الاّ ترجمة لهذا التوجه وهذه الرؤية، فهي تهدف إلى استثمار قدرات الجرحى وتقديم الدعم والرعاية لهم، فالموهوبون منهم والذين لديهم مقدرات رياضية ومواهب تتناسب وحالتهم الصحية ستؤمن لهم جميع المتطلبات والإمكانات للنجاح والتطور تسهيلاً لاحترافهم وتهيئتهم للمشاركة في النشاطات والفعاليات الرياضية المحلية والعالمية، أما جرحى الوطن ممن يرغبون بممارسة الرياضة بغض النظر عن نوعها ولكنهم غير موهوبين ولا تتوافق حالتهم الصحية وشروط ومعايير الرياضات الخاصة للمشاركة فيها فسيتم توفير اشتراك مجاني لهم في المدن الرياضية والأندية والمسابح العائدة للاتحاد الرياضي العام، ولاحقاً سيخضعون للتقييم على أمل ضمهم للفئة الأولى مستقبلاً إذا حدث تطور وتقدم في قدراتهم الرياضية، نتمنى أن تكون هذه الاتفاقية لمشروع جريح وطن مع الاتحاد الرياضي نقطة تحول أساسية لوضع النقاط على الحروف في تعزيز مشاركتهم في المجتمع وتأهيلهم رياضياً لممارسة الفعاليات الرياضية الداخلية والدولية ما يسهم في تحسين حالتهم الجسدية والنفسية والصحية.

ونأمل أن تشكل هذه الخطوة حافزاً لبقية الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لتأخذ دورها بدعم ورعاية جرحى الوطن وتوفير شروط الحياة الكريمة لهم ولأسرهم .