أنا لست مع المتفائلين بتحسن الظروف المعيشية والخدمية للمواطنين خلال فترة قريبة…ولست مع المفرطين بالتشاؤم بأنها لن تعود أبداً إلى ما كانت عليه قبل عام 2010، وهناك أمثلة كثيرة في التاريخ لبلدان دمرت بشكل كامل خلال الحروب العالمية وعادت لتحتل أولى المراتب الاقتصادية والخدمية والعلمية والتقنية في العالم ومنها اليابان وألمانيا وأغلبية الدول الأوروبية التي نقاتل للهجرة إليها اليوم، ونحن لا نختلف عنهم بشيء سوى بنمطية التفكير بحيث إن شريحة واسعة من المواطنين لا يخمنون ما مرت به سورية من أحداث ولا يزالون يقارنون ما هم عليهم الآن بما كانوا عليه قبل 2010 وهذه مقارنة خاطئة للأمور تجعلهم يستمرون في ثقافة الشكوى والنقد والتندر والاستهتار واللامبالاة والهروب ويبتعدون عن ثقافة وجود مشكلة كبيرة لا بدّ من معالجتها بالعمل والتعاون من دون كيل الاتهامات ورمي كرات أخطاء بعضنا على الآخر، وبالطاقة الإيجابية المشبعة بالتفاؤل والإيمان بقضاء الله وقدره.. فالدول المذكورة تعيد بناء ذاتها بالتعاون والتشارك والتصميم والإرادة برغم وجود فاسدين كثر فيها… وبالعمل بهذه الأشياء يعاد بناء الدول وليس بالنقد وكيل الاتهامات المستمرة من دون أي نتيجة أو تقديم الحلول والأفكار المفيدة.
وهذه دعوة للجميع لتكريس سياسة التعاون والعمل والمحبة ونبذ الضغائن والانتقام والكره والإصرار على التعليم وتهذيب الأنفس واستثمار كل ما هو مفيد والعودة إلى سياسة الحواكير والمونة بطريقة التجفيف وتربية الدواجن والخراف والحيوانات المفيدة والزراعة والصناعة والحرف بشتى السبل لتنمية الاقتصاد والحفاظ على المرافق العامة والمساهمة في نظافتها وحمايتها لمن يستطيع… والابتعاد عن سياسة التبذير و«الفشخرة» والتعالي واستبدالها بالتواضع والمحبة والإيثار بالنفس ووووو الخ .
هكذا يعاد بناء الأوطان وليس بغير ذلك..