فاتحة خير
تشكل العلاقات الاقتصادية بين الدول ركيزة مهمة في دعم الاقتصادات وحركة الاستثمار وجذب رؤوس الأموال بهدف استثمارها في مشاريع مشتركة تعود بالنفع على البلدان بما يعزز حالة موجودية السلع والمنتجات ورفع العائدات من الأموال الصعبة في رفد الخزينة.
اليوم بدأت دول عربية بإعادة علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع سورية، وتأتي في مقدمة هذه الدول الإمارات العربية المتحدة عبر إعادة الأنشطة الاقتصادية المشتركة، الأمر الذي يؤكد رغبة الطرفين في مد جسور التعاون والتنسيق وإقامة مشاريع اقتصادية وخدمية كبرى، وجاء مشروع إقامة محطة كهروضوئية بدعم من دولة الإمارات كفاتحة خير للتعاون بين البلدين، وكذلك مشاركة الجانب السوري في فعاليات معرض اكسبو دبي دليل على تقدم مسيرة التعاون الاقتصادي لما فيه مصلحة الشعبين.
اليوم سورية وبعد كل الحصار الاقتصادي الغربي الجائر والأزمات الاقتصادية العاصفة وآثار الحرب الإرهابية عليها بقيت تمد يدها لأي تعاون مبني على مواقف واضحة وموضوعية، كما هي مع فتح أي قنوات تنعكس خيراً وعطاءً، بعيداً عن أي أجندات جانبية ومنقوصة, فرغم سنوات الحرب والحصار لم تتوانَ لحظة في مجال تهيئة أجواء إعادة الأنشطة والأعمال لكل الفعاليات التجارية وغيرها من القطاعات المنتجة، وأيضاً كانت تناقش وتقرّ قوانين وأنظمة كلها صبت في خانة تعزيز إقامة مشاريع ضخمة، وفتح الأبواب واسعة أمام كل المستثمرين العرب والأجانب للقدوم إلى سورية وإقامة استثمارات في شتى المجالات، في ظل سريان قانون استثمار شامل ومتكامل هيأ الأجواء المناسبة لإقامة المشروعات واستقطاب رؤوس الأموال وفق تسهيلات وميزات وضمانات محكومة تحت سقف القانون والعدالة الكاملة، فالمستثمر اليوم له كل الأحقية في أمواله واستثماراته ضمن تسهيلات لم يحصل عليها أي مستثمر في أي بلد كان.
عودة النشاط والتعاون الاقتصادي ما هي إلا برمجة صريحة ورغبة طموحة في رؤية مشاريع ضخمة واستثمارات تحقق الآمال والفوائد المشتركة للأطراف مجتمعة، وما سيتحقق من فتح قنوات التعاون مع الخارج يحتم على كل القطاعات والجهات تعزيز الإنتاجية بأعلى صورها لإعطاء حركة الصادرات الحيز المطلوب، ومن ثم قطف نتائج التصدير, ومن وإلى المرحلة المقبلة مرحلة عمل وفتح قنوات للتصدير، وهذا يتطلب من كل القطاعات تكثيف أنشطتها لتعزيز إنتاجها والوصول إلى سد أي نواقص وإتاحة فوائض للتصدير لعلّ ذلك يعزز من تقليص فاتورة الاستيراد ويزيد القوة الشرائية المتدهورة، طبعاً في حال رافق ذلك جملة من الإجراءات حيال ذلك.