أشار مقال نشره موقع “وورلد سوشاليست” إلى أن التوترات العسكرية بين روسيا وحلف شمال الأطلسي “ناتو” المـتأججة في بؤرتين رئيسيتين: هما الحدود البولندية- البيلاروسية ومنطقة البحر الأسود في أوكرانيا، تصاعدت مؤخراً، مؤكداً أن أوكرانيا وبولندا كانتا لعقود حجر الزاوية في محاولات “ناتو” لتطويق روسيا في أعقاب تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991.
وجاء في المقال: بينما يمنع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بشكل غير قانوني دخول آلاف اللاجئين على الحدود البولندية- البيلاروسية، فإن الدول الأعضاء في “ناتو” تصعد التهديدات العسكرية ضد بيلاروسيا زاعمة أن روسيا كانت وراء الأزمة، كما أنها تستخدم اللاجئين للانخراط في “حرب هجينة”.
وذكر المقال أن الحكومة البولندية أعلنت أن وارسو ولاتفيا وليتوانيا تعتزم استحضار المادة الرابعة من ميثاق “ناتو” لعقد اجتماع استثنائي للحلف، وبدورها نشرت المملكة المتحدة قوات على الحدود لمساعدة الحكومة البولندية في المواجهة الحدودية مع بيلاروسيا، فيما رفض الكرملين المزاعم القائلة بأنه يخوض “حرباً هجينة” على الحدود عبر اللاجئين .
من جانبه ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بخطط القوى الأوروبية لفرض عقوبات على شركة “إيروفلوت”، أكبر شركة طيران في روسيا، تحت مزاعم نقل اللاجئين إلى بيلاروسيا، كما دعت روسيا إلى إجراء مناقشات مباشرة مع الاتحاد الأوروبي لحل الأزمة.
ولفت المقال إلى أن الجيش البولندي، بدعم كامل من الاتحاد الأوروبي، شن حملة عنيفة على اللاجئين العزل الذين فروا من الأنقاض والكوارث الاجتماعية والحروب الأهلية التي أوجدتها الإمبريالية في الشرق الأوسط.
وبيّن المقال أن أصداء الحملة الهستيرية التي شنتها الحكومة البولندية ضد اللاجئين وروسيا ترددت عبر الصحافة الأوروبية، فشهدت ألمانيا، على وجه الخصوص، حملة صحفية ضخمة، وأعلنت الحكومة الألمانية بالفعل أنها سترسل الآلاف من عناصر الشرطة لمحاربة المهاجرين على حدودها مع بولندا.
وأضاف المقال: يتكشف التصعيد الخطر على طول الحدود البولندية البيلاروسية في الوقت الذي يقوم فيه “ناتو” بتكثيف الضغط على روسيا جنوباً في أوروبا الشرقية، في منطقة البحر الأسود وأوكرانيا، حيث وسعت الولايات المتحدة من تواجدها العسكري بدعوى المشاركة في التدريبات التي تجريها القيادة المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية في أوروبا في منطقة البحر الأسود.
وأوضح المقال أن التصعيد الأخير في منطقة البحر الأسود، ثالث استفزاز كبير لحلف شمال الأطلسي في هذه المنطقة خلال هذا العام، بدأ بادعاءات لا أساس لها من الصحة أطلقتها الولايات المتحدة تقول إن روسيا كانت تحرك قواتها بالقرب من الحدود الأوكرانية، وتم رفض هذه المزاعم ليس فقط من قبل روسيا بل أوكرانيا أيضاً.