اتفاقية جوهرها الإنسانية
عندما تكون المشاعر الإنسانية مؤطرة بالأخلاق العالية تكون المبادرات الناتجة عنها خلاقة ومعبرة عن صدق الإحساس بهموم الآخرين وشعورهم وبظروفهم الحياتية وأوضاعهم الخاصة ما يجعل عملية تقديم المساعدة لهم بكل أنواعها المعنوية والمادية ترقى إلى درجة الفروض الواجبة علينا تجاه مجتمعنا حتى تنعم جميع شرائحه بالسعادة والأمان والتقدير، وإن أي دعم أو متابعة للشرائح الاجتماعية الأكثر حاجة للرعاية فيه كذوي الاحتياجات الخاصة يفرض علينا أسلوباً خاصاً من العمل الجدّي والوطني لإيجاد الأرضيات المناسبة والمناخ الملائم لترجمة تلك الرعاية والاهتمام على أرض الواقع كتدابير وإجراءات عملية ملموسة توصلنا إلى النتائج الإيجابية المرضية والمبشرة، ولنا في اتفاقية التعاون بين الاتحاد الرياضي العام ومؤسسة الأولمبياد الخاص لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة مثالٌ حي على تضافر جهود المجتمع بمختلف أطيافه لاستقطاب هذه الشريحة واكتشاف مواهبها الكامنة وتنمية مهاراتها وتعزيز الثقة لديها وإبعادها عن حالات اليأس والسلبية في مجتمعاتها والتأكيد على أن القدرة على العطاء متوافرة دائماً عند البشر وهو شعور ينبع من قوة الإرادة والعزيمة والإصرار على استنهاض الطاقات الإيجابية وتوجيهها قدر المستطاع نحو الخير والإنتاجية الفعالة وأنه من الواجب تنمية هذا الشعور وتوفير مقومات تعزيزه، لذلك كانت أولى مواد اتفاقية التعاون بين الاتحاد الرياضي ومؤسسة الأولمبياد الخاص هي تخصيص أرضٍ في مدينة الفيحاء الرياضية في دمشق لتشييد قرية رياضية نموذجية لمؤسسة الأولمبياد الخاص تقدر مساحتها بـ 3500 متر مربع ستشكل القاعدة الفعلية لتطوير مهارات ذوي الاحتياجات الخاصة وستكون ملاعبها المخصصة لممارسة مختلف الألعاب الرياضية وصالاتها المتعددة الأغراض إضافة إلى مرافقها الخدمية العامة هي الأرضية الأولية المناسبة للانطلاق نحو اكتشاف الطاقات واستثمار المواهب الممكنة من المواطنين ذوي الاحتياجات الخاصة والسعي أيضاً من خلال هذه المبادرة لتدريبهم وتوفير العمل لهم بمهن تتناسب مع إمكاناتهم وصولاً إلى دمجهم بالشكل الصحيح والمناسب في المجتمع كمواطنين طبيعيين ومنتجين كلٌ حسب مقدرته.. نتمنى أن تأخذ هذه المبادرة الإنسانية طريقها إلى النجاح والشمولية لما لها من أهمية كبيرة وأثرٍ فعالٍ في رقي المجتمع وتكامله وتكافل أفراده والسمو بأخلاق مواطنيه، وكل الشكر والامتنان لتلك الأيادي البيضاء والقلوب الطيبة التي كان لها الفضل الكبير والرعاية في تقديم هذه المبادرة وأيضاً للجهود التي بذلت وتبذل من جميع الفعاليات لخدمة مجتمعنا السوري وأبنائه ضمن الإطار الوطني لبلدنا الحبيب سورية .