الخطط لا تكفي ..!

هل زراعتنا بخير ..؟ وهل هيأنا كل المقومات لأن تكون كما يطمح الجميع أم إن وزارة الزراعة وضعت خطتها واتكلت، واتحاد الفلاحين يراقب ويطالب بلا أي عمل يسهل على الفلاحين لتكون زراعتهم مأمونة النتائج ..؟
تساؤلات كثيرة، فالخطط أولاً لا تؤدي لنتائج مضمونة،لأن هناك عوامل أخرى تدخل في عملية الزراعة وانتاجيتها، فما فائدة أن نضع خططاً ونبقى ندور حولها إذا كان الفلاح لا يقدر على التقدم شبراً من كثرة الأعباء وثقلها وأقصد هنا المستلزمات الإنتاجية لزراعة ناجحة، ناهيك برحمة السماء وما ستجود به من هطل مطري يسهم أيضاً بمساعدة الزراعة ويخفف من تكاليف الري على المنتجين.. بمعنى؛ تتحقق الخطط بتحقق مقومات عدة ..
واليوم كيف هي الأوضاع ؟ أي هل بمقدور الفلاح مجاراة أسعار الأدوات، وهل الأسمدة والمحروقات متوافرة ..؟ أم إن للأحاديث مغزى آخر ..؟
تتحقق الإنتاجية الزراعية بتكامل منظومة متكاملة، تبدأ بتأمين مستلزمات إنتاج بأسعار مخفضة تتناسب مع دخل ذاك المنتج المعني بتنفيذ الخطط، وليس كوادر تعمل من وراء الطاولات، ولا تعي تماماً حجم الضغوط والأعباء من جراء لهيب أسعار كل الأدوات والتجهيزات والمستلزمات لزوم العملية الزراعية، من دون ذلك لن تتحقق أي إنتاجية ولا حتى أي أرقام مبشرة .
الخطط إجراء توجيهي ولكن الأهم تهيئة كل الأجواء المريحة لنضمن نجاحاً زراعياً يعطي نتائج ملموسة، نخطط لأطنان من أي محصول، في ظل صعوبات وتحديات ثقيلة على كاهل الفلاح، فكيف سيكون الحال ..؟
النتيجة تبدو محسومة سلفاً في ظل غلاء طال كل شيء، ومستلزمات الزراعة ليست بمنأى عما حصل، وإذا أردنا إنتاجاً محققاً لأرقام ما احتوته الخطة الزراعية يجب أن تتوافر قدر الإمكان مستلزمات إنتاج بأسعار مميزة وتشجيعية، بعيداً عن أسعار السوق السوداء، وألاعيب بعض التجار، أو سمسرات وتلاعبات الروابط والجمعيات التعاونية الفلاحية بتوزيع المواد المدعومة الزراعية التي تأتي لتوزع على الفلاحين، واتحاد الفلاحين الجهة المعنية بالدفاع عن أي حق أو دفع أي غبن يلحق بالفلاح يكون أحياناً هو السبب في إلحاق الأذى بالفلاح عبر سرقة مخصصاته أو عدم تدخله في مسائل كتسويق المنتجات، أي جهة لم يكن تدخلها بالصورة السليمة، فقط تسمع أحاديثها وقت وضع الخطط الزراعية وإطلاق الذرائع الفارغة ..!
جهتان معنيتان بالحفاظ على العملية الإنتاجية الزراعية ودعمها وتسهيل ورعاية كل أمور الفلاح مطالبتان اليوم أكثر من أي وقت مضى بدعم الفلاح حتى و لو معنوياً،لا أن يترك للقدر وللظروف لتعمل عملها، فالفلاح لم يعد بمقدوره شراء كيس بذار من دون الاستدانة، ولا حتى شراء كيس سماد، ومسائل أخرى كثيرة .. فكروا جيداً بمساعدته ومطالبة الجهات الأخرى لتمد يد المساعدة له، يد اللطف وتخفيف الأسعار لعلّ في ذلك طريقاً ليكون مقبلاً على زراعة كل شبر من أرضه، لا أن يختار طريقاً آخر، وعندها تكون الخسارة كبيرة … ودمتم معنيين بالزراعة ودعمها ..!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار