«الغزّالة بتغزل على عود»
الساحة الرياضية السورية ينتابها حالياً الكثير من القلق والترقب فبعض اتحادات الألعاب الرياضية فيها دخلت في الدائرة الرمادية من حياتها ومسيرتها والتي تضيع فيها الرؤية الصائبة والقرار الصحيح والمناسب، وطبعاً وحسب العادة فإن الأعذار والتبريرات جاهزة وحاضرة على طاولة الاجتماعات والمؤتمرات لدى أعضاء الاتحادات والتي أصبحت أسطوانة قديمة ومكررة ولا يبتعد مضمونها عن عرض الحجج غير المقنعة وإلقاء اللوم على الآخرين بحق أو من دون حق، نعم نحن لا ننكر أننا مررنا بظروف حياتية صعبة نتيجة العدوان على بلدنا الحبيب سورية، والحمد لله مشوار التعافي قطع شوطاً كبيراً باتجاه الطمأنينة والسلام وكذلك هناك جائحة “كورونا” التي أضافت إلى حياتنا عبئاً جديداً وشدة نفسية وقلقاً في مجتمعنا بشكل عام ومنه الشريحة الرياضية حيث هناك من عدها فرصة ذهبية لترحيل أخطائه أو تبرير تقصيره أو عدم التزامه بما هو مطلوب منه، ولكن نسوا أو تناسوا أنه مهما يكن من صعوبات قائمة في الأوساط الرياضية وكذلك الظروف الاستثنائية هناك دائماً حلول وأفكار إبداعية يفرضها الواقع ريثما يتم عبور هذه المرحلة، والنتيجة القائمة أن بعض الاتحادات الرياضية يقتصر عملها حالياً بالحد الأدنى من العطاء ومن باب رفع العتب ليس إلاّ لذلك نرى النتائج دون الطموح «مع العلم أن الغزّالة الشاطرة تغزل على عود»، وهذا ما دفع المكتب التنفيذي لحل بعض هذه الاتحادات وتشكيل مجالس إدارات جديدة لها على أمل التجديد والتطور مستقبلاً، ولاشك في أن الاتحاد الرياضي من خلال رؤيته واستراتيجيته يعطي الفرص الكبيرة ويتيح المجالات لبقية الاتحادات للمسارعة بحل مشاكلها ذاتياً وبإمكاناتها وقدراتها مع الانتباه أن صبر المكتب التنفيذي قد لا يطول، وهذا تحذير في حال لم يتم التوصل لحل مقبول بين الأعضاء سيتم حل الاتحادات المقصرة واختيار عناصر جديدة لها لتطويرها في المرحلة القادمة، وطبعاً هذا لا ينفي أن هناك أعضاء فاعلين ببعض الاتحادات يجتهدون في تقديم المساعدة لتسير أمور اتحاداتهم حسب المستطاع عندما يكون رؤساء اتحاداتهم تائهين في وادٍ آخر غير الرياضة وهنا تكمن مسؤولية المكتب التنفيذي؟؟؟
نتمنى التوفيق والنجاح لأعضاء المجالس الجديدة للاتحادات ونأمل أن تكون هذه الإجراءات والتدابير من القيادة الرياضية بحل الاتحادات أو تنبيهها هي الخطوة الصحيحة والفعالة في هذه المرحلة وهي من باب المسؤولية الوطنية والمصلحة العليا للرياضة السورية و تعد ضمن الخطوات التي لابدّ منها لإعادة الإقلاع السليم للرياضة بكل قوة وتمكن لهذه الألعاب الرياضية وصولاً إلى الإنجازات المأمولة والتطور .