إدارات…!

من أخطر الملفات على أي حكومة كانت موضوع سوء الإدارة وما ينجم عن ذلك من تبعات تسيء إلى بيئة الأعمال وسير الإنتاج، فداخل المؤسسات والإدارات تشكل هذه معضلة كبرى إذا كانت لا تصب في نجاح المهام والمسؤوليات، أما إذا نحت منحى التقوقع من جراء ضعفها وعدم تمتعها بالكفاءة والمهنية والمقدرة على اجتراح أي حلول، فهنا الطامة الكبرى ..!
ماذا يحصل هنا..؟ إدارة سيئة أمام مؤسسة تغصّ بالموظفين، والمنتجات أو الخدمات بطيئة أو تكاد تكون معدومة، عمالة بلا نفع، بلا إنتاج يضيف قيمة للمؤسسة…! أكثر ما توصف به هذه الحالة بالبطالة المقنّعة، عمالة تأخذ رواتبها بلا أي جهد مبذول، أو عمل يسجل لصالحها وأنها من قامت به ونفذته..! ما يحصل أن عدداً من العمالة بلا مسؤوليات، وكل ما تم رفعه من برامج للتوصيف والإصلاح الإداري، إلا أن المآل؛ كل شيء كما هو، إدارات جوفاء لا تعمل ولا تقدم على فعل لتغيير شيء، وعمالة استمرأت الإهمال والتسيب وخطته طريقاً سهلاً لها، وصارت هكذا حالة من العمالة بلا عمل، واقع قائم، فلا الإدارات عرفت تشغيلهم أو استفادت من جهود وخبرات البعض منهم ، ولا الحكومات تستطيع أن تستغني عنهم تحت أي مسمى ..!
لم تقم الإدارات بما كان عليها فعله، تركت موظفيها هكذا بلا مهام وأعمال تدر نفعاً، وكأن بعض الإدارات فضّلت هدوء النفس وقرارة العين، فمن يسكت يهون عليه حجم المصاعب.. وفي مثل حالة كهذه ماذا سيحصل..؟ ما سيظهر إحباطات وتسيباً  وإساءة لأجواء الأعمال وعدم إنجازها في مواعيدها المحددة، فقط زيارة إلى أي إدارة أو وزارة تكشف مدى العيوب، كيف يعملون إذا عملوا، بماذا هم منشغلون؟ ، فالتعب والتسيب بادٍ على الوجوه، يراقبون حركة الأيادي ودلالاتها، في تقوقع إدارات غير آبهة بأي شيء …!
مثل أمر كهذا محرج للإدارات والمؤسسات، فبلد مليء بالكفاءات المدربة، ولديه مفرزات كهذه أوجدتها بعض الإدارات ذات الأنانية والسمسرة والواسطات، وموظفون فوق بعضهم، ونتيجة واحدة، ومؤسسات لا تزال تتغنى بأنها قادرة على الولوج في آفاق الحكومة الإلكترونية، وعند البحث والتمحيص تجد موظفيها مضيعين للمراسلات والكتب الرسمية، فالبطء والإهمال المتواصل سيدا الموقف، وكأن كل شيء يبحث واسطة ..!!
طريق التقييم السليم للكفاءات وكيفية الاستفادة القصوى من كل الطاقات ضرورة قصوى، وقبل ذلك على أصحاب القرار ومن يستطيع تحريك المياه الراكدة أن يعي ما آلت إليه الأحوال، ويعاين بعين من المسؤولية، ويشخص الوقائع على أسس إدارية دقيقة هكذا بصورة عدم الاستفادة من الطاقات البشرية العاملة ستبقى دوامة الفشل وتأخير إنجاز الأعمال و إن أنجزت فهي قاصرة ويشوبها بعض الإشكالات، وربما تظهر نتائج لا تفيد أحداً..!
ترشيق العاملين وكيفية انتقاء الأفضل وتشغيلهم بمسؤوليات ومهام حقيقية مسؤولية تقع مهمة إنجازها على الحكومة وأجهزتها، وإعادة النظر والتعاطي معهم والنظر إلى واقعهم المعيشي تزرع عند الجميع حب العمل والغيرية، ولا ضيرَ من أن ترفع شعار تلطيف الحياة ..!
فهل أنتم قادرون …؟ !!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار