على الرغم من إبداء إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ومعها الدول الغربية نيتهم العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، لا زالت حال المراوغة تحجب هذه النيات الأميركية الأوروبية في ظل عدم اتخاذها أي إجراءات فعلية تجاه العودة إلى الاتفاق، والاكتفاء بتصريحات غامضة وفضفاضة لا أكثر ولا أقل .
بات معروفاً أن الولايات المتحدة وعلى مدى سنوات طويلة ورغم تعاقب إدارتها تتبع نهج وسياسة اللعب على الحبال في التعاطي مع كل الاتفاقيات الدولية، إضافة لسعيها الدائم لإفشال أي اتفاق قد يحصل لا يخدم مصلحتها أو حتى مصلحة حليفها “الإسرائيلي” .
فالتاريخ الأميركي يشهد على عشرات الاتفاقيات التي نقضتها الإدارات المتعاقبة والتي كان من ضمنها التخلي عن الاتفاق النووي مع إيران خلال فترة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، هذه الأسباب وغيرها الكثير، دفعت غالبية دول العالم ومن ضمنها إيران لعدم الثقة بأميركا واتفاقاتها لأنها تخضع لمصالحها وأهوائها ومشروعاتها الاستعمارية والاحتلالية، ولا حتى الأوروبي المعروف عنه بأن قراراته هي تحصيل حاصل لأنه التابع الوفي لواشنطن، ولن يستطيع الخروج من تحت عباءة السيد الأميركي.
اليوم يتجسد المشهد بتجديد مفهوم المراوغة واللعب على الوقت من خلال بيان مشترك لكل من جو بايدن وإيمانويل ماكرون وانجيلا ميركل وبوريس جونسون على هامش اجتماع الدول العشرين حاولوا من خلاله التملص من التزاماتهم بالادعاء أن إيران بما اتخذته من إجراءات خلال الفترة الماضية جعلت من الصعب العودة إلى الاتفاق.
أما إيران التي تدرك بشكل مطلق بأن الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية يسعى إلى خلق نوع جديد من الحيل السياسية بما يخدم مصالحه في إضعافها وسحب القدرة العسكرية القوية لها، فأرسلت رسائلها الواضحة لذلك الغرب المتملق.. بأنها لن تضع كافة البيض في سلة هذا الاتفاق، ولن تربط مصيرها بالاتفاق النووي إلى ما لا نهاية.