سوبر السلة تميز ونجاح
باكورة أي عمل أو نشاط مهما كان نوعه أو طبيعته هي مقدمة وخلاصة أولية لمجموعة من الجهود التي بذلت خلال فترة الإعداد والتحضير لإظهاره أو إعلانه على الملأ، وطبعاً هذه الحالة تنطبق على فعاليات الساحة الرياضية ويمكن أن يكون صداها كبيراً في هذه الأوساط، ولاسيما إذا كانت الجماهير الرياضية متلهفة ومتعطشة للنشاطات المميزة وتنتظرها بفارغ الصبر، وهذا ما لمسناه في المباراة النهائية لمسابقة كأس السوبر بكرة السلة للرجال بين فريقي الاتحاد والوحدة التي أقيمت مؤخراً في مدينة الفيحاء الرياضية بدمشق وتوّج فيها فريق الاتحاد بطلاً للسوبر وفريق الوحدة وصيفاً له، وهنا لابدّ من الإشارة إلى واقع جديد لهذه اللعبة.. فاتحاد السلة السوري بطاقمه الجديد، والذي وعد ببذل الكثير من الجهود لإحياء هذه الرياضة ورفع مستواها وتطويرها ورعايتها وإعادتها إلى ألقها السابق ومكانتها الطبيعية في دائرة التميز والاهتمام والنجاح، هو اليوم يقدم عينة إيجابية من وعوده والتزاماته وهي تنظيم هذه المسابقة كأس السوبر لسلة الرجال وإقامتها كمقدمة وباكورة لنشاطاته وقد وفق فيها إلى حد ما لأن ما شاهدناه من مستوى فني عالٍ للّاعبين أثناء المباراة أثلج صدورنا وأبقانا في موقع التفاؤل بالمستقبل، ولكن المسألة لا تنتهي هنا فنجاح الاتحاد في تنظيم وإقامة هذه المسابقة وتشجيع الفعاليات الاقتصادية بالمشاركة والرعاية والدعم لا يعني أننا تجاوزنا كل الصعوبات وحللنا جميع الإشكاليات التي كانت قائمة، فالنجاح إذاً لم يكن متكاملاً فهو جزئي أي إن دعم وتمييز فئة الرجال في كرة السلة ورعايتها دون بقية الفئات العمرية و منها الأنثوية هو نشاط مبتور وكذلك الاهتمام بفرق وأندية بعينها دون غيرها هو توزيع غير عادل للدعم والرعاية والمساعدة وتكافؤ الفرص، فالضوابط التنظيمية والقانونية والمقاييس لابد من أن تكون شفافة ومنطقية لخلق حالة من التوازن الفني والعدالة بين جميع الفرق ولاعبيها مع الأخذ بالحسبان إتاحة المجال أمام المواهب والجيل الناشئ و الشاب ليأخذوا فرصتهم بعيداً عن مزاحمة اللاعبين القدامى لهم، نتمنى النجاح والتقدم لاتحاد السلة والتوفيق للأندية والفرق السلوية بجميع فئاتها، ونأمل أن تكون هناك مساحة كبيرة في صدر المعنيين للاهتمام بأمور المدربين و الحكام ودعمهم وتأهيلهم وإعدادهم ورعايتهم ورفع معنوياتهم بالطرق والأساليب الحضارية وذلك اكتمالاً وتصحيحاً للمعادلة الرياضية الناجحة .