حدثني ابن هشام قال: رأيت في بلاد تقطع فيها الكهرباء خمس ساعات متواصلة، وتمرر التيار في أسلاك شبكتها ساعة واحدة، أن حكومة تلك البلاد قامت بأتمتة العديد من الأعمال المتعلقة بالرعية، ووضعت نواة للبدء بعمل الحكومة الإلكترونية، وهي أقدمت على ذلك في تحدٍّ صارخ للقرش الذي يقوم بين الفينة والأخرى بقطع الكابل الضوئي، متوقعاً أن يكون في تركيبة الكابل الكثير من سرعات الإنترنت، فيقوم بسرقتها وبيعها في السوق السوداء العالمية.
في البلاد ذاتها التي تحدّت الحرب والحصار الغربي الجائر ضدها يضيف ابن هشام: لقد التقيت شخصاً يسعى للحصول على قرض لترميم منزله، بعدما اقتنع هذا الشخص بتحويل الكثير، إن لم نقل أغلبية الأعمال المصرفية، إلى الأتمتة، يفاجأ هذا الرجل بأن عليه مراجعة تسعة مصارف «شخصياً» للحصول على «براءة ذمة» مصارف عامة وخاصة، وهذه تحتاج إلى دفع رسوم «رسوم براءة الذمة» ليتأكد المصرف من عدم مديونية زبونه المفترض لمصرف آخر، فهو لا يقبل أن «تنزل ضرّة عليه زيّ الفريك لا يقبل معه شريك»، يختصر ابن هشام، أنه لاحظ أن بعض هذه المصارف تبحث عن «لحسة إصبع»، قبل أن توافق على منحه القرض، ويتساءل: إذا كانت أعمال هذه المصارف مؤتمة و«مربوطة» ببعضها بوساطة «الشابكة»، فهل يعقل أن يقوم صاحبنا بجولة مكوكية تستغرق أياماً حتى ينفذها مع أجور السرافيس والتنقل، وظروف «كورونا»، وفوقها الرسوم!؟
في تلك البلاد هناك تبسيط للإجراءات ونافذة واحدة أو عدة نوافذ، لا فرق، المهم دفع الرسوم وإبراز الإيصال، و«دقّي يا ربابة»!
عندما أنهى صاحبنا سرد «الواقعة» أدركت أنه لا قيمة للوقت، بل إن المطربة الشعبية «فريحة العبد الله» أكثر حرصاً عندما غنت «يا عليا حطّي الكستك للساعة» كي تبقى العين على الساعة لعدم هدر الوقت!.