تطوير الألعاب
يخطئ من يقول إن مهمة اتحادات الألعاب تقتصر على تطوير المنتخبات الوطنية وزجها في المشاركات الخارجية، فتطوير لعبة ما يجب أن يبدأ من أول خطوة يبدؤها اللاعب في سن الأشبال والصغار.. وإذا كان مكان هذه الفئات في الأندية والفروع فمهمة التطوير تبدأ بسياسات واستراتيجيات التطوير وتلك هي مهمة اتحاد اللعبة الذي يرسم الخطط والبرامج وأنظمة مزاولة التدريب والمنافسات للفئات الصغيرة التي لم تشملها نشاطات الاتحادات الدولية والقارية، بل تركتها لاتحاداتها الوطنية لتضع لها أنظمتها الخاصة ، وقد وعت الدول المتطورة لهذا الموضوع منذ نصف قرن فوضعت أنظمة خاصة لتعليم الألعاب الرياضية وتطويرها ونشاطات التنافس فيها للفئات العمرية الصغيرة والأشبال فأوجدت لمسات على قوانين مزاولتها لتشجيع الاعتماد على طرق اللعب كالضربات في الألعاب القتالية أو التسديد في ألعاب الكرات ، وقد قرأنا في قانون مزاولة الملاكمة للصغار الذي وضعته ألمانيا الديمقراطية قبل نصف قرن لفئات الصغار أنه يجب التركيز على الضربات المستقيمة والدفاع منها فقط في السنة الأولى لمزاولة الصغار من فئة 8 سنوات وذلك حتى في حالات التطبيق الفعلي مع الخصم ، وتابعنا دولاً اهتمت بتسديد الكرة من خارج منطقة الدفاع للعبة كرة اليد والسلة أو ضربات الإرسال للكرة الطائرة والطاولة ، أو الاهتمام بالحركات الأرضية فقط في المصارعة . المهم أن اتحاد اللعبة هو جهة فنية مسؤولة عن إيجاد أنظمة التطوير لمزاولة نشاطات الفئات العمرية التي هي خارج البطولات الدولية والقارية وهي الصغار والأشبال وأن تطبيق هذه الأنظمة يبدأ في مواقع عمل الأندية ومراكز التدريب الخاصة بالفروع والهيئات وأنه يمكن لاتحاد اللعبة بعد ذلك أن ينظم بطولات مركزية خاصة بهذه الفئة العمرية وفق القوانين الخاصة التي وضعها لها ، وبذلك يمكن أن نقول إننا نصنع اللاعبين ونطورهم ليكونوا نواة تطوير المنتخبات الوطنية التي تصنع التفوق والإبداع .