فروسيتنا والتميز الدائم

بطولة العالم لفروسية الرماية التي اختتمت مؤخراً في العاصمة الإيرانية طهران, والتي شارك فيها فرسان نادي الشرطة عكست من جديد التطور والتقدم المميز للفرسان السوريين وقوة حضورهم في محافل الفروسية الدولية برغم أنها المشاركة الأولى لهم في هذه البطولة، حيث استطاعوا أن يحققوا تفوقاً لافتاً في معظم فقرات ومراحل البطولة على الفرسان المشاركين الذين وصل عددهم أكثر من «40» فارساً من مختلف دول العالم، وأيضاً أظهر فرسان الشرطة للجميع مقدرتهم وذكاءهم في اختيار وانتقاء الأهداف وتكتيك التعامل معها بكل حرفية, وكذلك قيادة الخيول بكل تمكن وتركيز وسيطرة ما خلق الانسجام الكامل مع مرونة الجواد وسهل تنفيذ الحركات والمهارات المطلوبة التي تؤدي إلى إصابة الأهداف وتسجيل النقاط الإيجابية على مدى الجولات المقررة للبطولة، وقد كان للجواد العربي الأصيل دور كبير وفعال في إنجاز هذه الحركات والمناورة بالشكل الجيد واللافت لكونه يتمتع بصفات مميزة من القوة والذكاء وكذلك إمكانات وقدرات عالية من المرونة والانسيابية والانسجام الكامل مع الفارس، كل ذلك ساهم في جمال الصورة العامة, وأضاف على مشهد المنافسات جواً من الرقي والإبداع الفني بالمستوى، وهذه الإنجازات للفرسان السوريين والحضور المميز لهم لم تأتِ من فراغ، فالساحات والحلبات ومضامير الفروسية تشهد لهم بالكفاءة والقدرة على تقديم الأميز والأفضل وعلى التطور والتقدم المستمر، فالفروسية السورية بمختلف رياضاتها وألعابها لم تكن يوماً خارج دائرة المنافسة الدولية خلال مسيرتها الطويلة ودائماً كان لفرسانها النصيب الأكبر من المراكز والمراتب العليا في محافلها وفعالياتها الرياضية المتنوعة، والشيء بالشيء يذكر فإن اهتمام القيادة الرياضية واتحاد الفروسية السوري بهؤلاء الفرسان المميزين وتقديم الرعاية والدعم بكل أنواعه المادي والمعنوي لهم كان الحافز لمثابرتهم على العطاء والالتزام بالتدريب المستمر والفعال, وكذلك الدافع لنيل شرف المشاركات في البطولات والفعاليات المحلية والدولية, وعلى جميع المستويات والفئات لتحقيق الإنجازات وتعزيزها والتي لم نفتقدها يوماً من هؤلاء الفرسان الأبطال، فمرحى لفرسان نادي الشرطة الذين أثلجوا صدورنا بإنجازاتهم والذين عادوا بشهادات حكم دولي بهذه الرياضة بعد أن اتبعوا دورة تحكيم دولية في فروسية الرماية على هامش هذه البطولة والذين أكدوا حرصهم على التمثيل المشرّف لوطنهم الحبيب سورية في أي استحقاق دولي قادم لرياضة الفروسية وتحقيق أفضل النتائج فيها وكذلك إصرارهم على مواصلة التدريب والتحضير ليكونوا دائماً جاهزين للمنافسة والتحدي والحفاظ على تاريخ رياضة الفروسية السورية المشرّف للأجيال القادمة وتطويره.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار