تغيير دون المطلوب..!

مسألة تعديل القوانين الناظمة لشؤون المواطن اليومية وحمايته مسألة في غاية الأهمية, وتحمل الكثير من الدلالات والمؤشرات التي تؤكد قدرة المكون البشري على التأقلم مع كل الظروف والحالات التي تفرض تغييراً واضحاً وصريحاً في المستلزمات المتعلقة بالمعيشة ومتطلباتها, وطرق تأمينها ووسائل حمايتها, وتالياً ما حصل خلال سنوات الحرب على بلدنا منذ أكثر من عشر سنوات, والحصار الظالم والعقوبات الاقتصادية الجائرة التي تركت آثارها السلبية على متطلبات تلك المعيشة, كان من الضروري التعامل معها بصورة تسمح التخفيف من أعبائها على المواطن ولاسيما فيما يتعلق بمعيشته, وتالياً التعديل الأخير لقانون حماية المستهلك كان استجابة واضحة لهذا التغيير وتماشياً مهماً مع متطلبات كل ما هو جديد في عالم الأسواق والإنتاج, لأن مقومات ما ذكرت في حالة تطور مستمرة ينبغي على القوانين مجاراتها والتعامل معها بالصورة المطلوبة والسريعة, حماية للمواطن والاقتصاد الوطني على السواء, وخاصة لجهة مجموعة التعديلات التي تناولت مخالفات كالغش والتدليس والسرقة لحاجات المواطنين والاعتداء عليها بصورة مستمرة, وما رافق التعديل مجموعة من العقوبات فرضت آلية جديدة للتعاطي معها تظهر فيها حجم المسؤولية لكلا الطرفين المعالج والمخالف على السواء..!
لكن ما يحدث في الأسواق من مخالفات وتعديات واضحة على معيشة المواطن اليومية من أعمال غش وسرقة وتلاعب أسقطت كل حسابات التعديل الجديد وما نتج عنها من إيجابيات في حقل الفشل الرقابي وملاحقة الفاعلين بالصورة المطلوبة برغم جدية العقوبات وطرق المعالجة ..!
بدليل ما يحدث في الأسواق من تجاوزات ومخالفات سعرية وعدم استقرار أغلبية الأسعار للسلع الأساسية بحيث تباع السلعة الواحدة بعدة أسعار في السوق والحي الواحد, والمتاجرة بالمواد المدعومة في« وضح النهار ومغيبه»!, ولاسيما البنزين والمازوت والغاز والخبز والمواد الغذائية الأساسية, والمحتكرين لها ولاسيما في مناطق المخالفات, أو في مناطق بعيدة عن العين بمعرفة الرقابة أم لا..!؟
نحن لا نريد أن نقلل من أهمية التعديلات على قانون حماية المستهلك, لكن الحال ذاته لم يتغير قبل التعديل, ولا حتى أثناء التغيير ولا حتى مستقبلاً, لأن المخالفات والمخالفين في ازدياد, والتعديلات الجديدة تهرول خلفها, ومازالت دون المستوى المطلوب..!
وسؤالي هو سؤال كل مواطن: متى نستفيد من تعديلات القوانين وتترجم لمصلحة الوطن والمواطن ولو في حدودها الدنيا..!؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار