أوجاع مهنة المتاعب
يتطلع الصحفيون لمؤتمرهم السابع يومي 16 و17 تشرين الأول المقبل بترقب، وكلهم أمل أن يكون مفصلياً بمعالجة معظم المشكلات التي يعانونها.
صحيح أن وجهات النظر متعددة بين أعضاء المؤتمر، وممن لم يوفقوا في الفوز بعضويته ، لكن إجماعهم على ضرورة أن يخرج بتوصيات تتجاوز عبارة ” للتريث” حين يتم عرض أي مشكلة تخصهم، وخاصة ما يتعلق بطبيعة العمل الصحفي على أساس الراتب الحالي، علماً أن الكلف المادية المتحققة من جراء ذلك لا توازي حفلة خاصة لأحد الوفود الرسمية، أو مناسبة لأحد الميسورين، وفقاً للدراسة التي أعدتها القيادة النقابية.
التفاؤل مرده عند الأغلبية للطروحات التي تسبق المؤتمر حالياً، أما غير المتفائلين فيرونه كسابقاته من المؤتمرات يأتي بعد دورة انتخابية مدتها خمس سنوات، ولن يقدم أي شيء جديدة طالما بقيت عبارة “للتريث” ماثلة أمام أعينهم.
في المحصلة وإن اختلفت وجهتا النظر، لكنهما تتفقان على قضايا عدة تتعلق بالمهنة لا يزال الجميع يبحث عن الحلول الناجعة لتحقيقها، وفي مقدمتها العمل على تعديل القوانين، ومتابعة الاستثمارات، والراتب التقاعدي والضمان الصحي، والتأهيل والتدريب، وتحسين الوضع المعيشي للصحفيين من خلال رفع طبيعة العمل الصحفي والاستكتاب، وتأمين السكن، والنظرة للعمل الصحفي على أنه عمل فكري لا يتطلب فرض الضرائب عليه، أسوة بما ينظر للقضاة وأساتذة الجامعات.
وضرورة العمل على إنجاز ما يتعلق بالتوصيف الوظيفي على أسس سليمة، تراعي الخبرة والمعرفة والشهادة، لجهة حسن الاختيار للمهام التي يتم التكليف بها حسب التسلسل الوظيفي.
وتبرز هنا أهمية العمل على تأمين فرص التدريب المتواصلة للعاملين في حقل الإعلام، لمواكبة التطور الهائل الحاصل في مختلف وسائل الإعلام المتعددة، بغية الارتقاء في الخطاب الإعلامي، ليكون هادفاً وموضوعياً بشكل أوسع وأكبر، وملاصقاً لهم ينقل هموم الناس وأوجاعهم عن قرب ، وليكون جسراً بين المواطن والمسؤول، وإذا لم يدخل الإعلام بطرح الحلول فلن يجد لنفسه موقعاً بين المواطنين.
وعندها ستكون الرسالة سامية وهادفة وتؤدي غرضها، في حال التعاون مع الإعلام، أما في حال غياب ذلك من قبل المؤسسات والوزارات فسينعكس الأمر سلباً على قطاعات المجتمع كافة، فلنعمل على التصويب من خلال الاختيار الأمثل لممثلينا من أعضاء المؤتمر في المجلس المركزي لاتحاد الصحفيين، وكذلك قيادتنا النقابية ممثلة بالمكتب التنفيذي.